چون جزا سايه است اى قد توخم ... سايه تو كژ فتد در پيش هم
قالُوا يا شُعَيْبُ [آورده اند كه انبيا بر دو قسم بوده اند بعضى آنكه ايشانرا فرمان حرب بود چون موسى وداود وسليمان عليهم السلام وبرخى آنكه ايشانرا بحرب نفرمودند وشعيب از آن جمله بود كه رخصت حرب نداشت قوم خود را موعظه ميكفت وخود همه شب نماز مى كرد گفتند قوم او كه اى شعيب] أَصَلاتُكَ [آيا نماز تو] تَأْمُرُكَ اسندوا الأمر الى صلاته قصدا الى الاستهزاء فمرادهم السخرية لا حقيقة الاستفهام. والمعنى أصلاتك تدعوك الى أمرنا أَنْ نَتْرُكَ ما يَعْبُدُ آباؤُنا من الأوثان وقد توارثنا عبادتها أبا عن جد أجابوا بذلك امره عليه السلام إياهم بعبادة الله وحده المتضمن لنهيهم عن عبادة الأوثان أَوْ أَنْ نَفْعَلَ فِي أَمْوالِنا ما نَشؤُا جواب عن امره بايفاء الحقوق ونهيه عن البخس والنقص معطوف على ما وأو بمعنى الواو لان ما كلفهم به شعيب هو مجموع الامرين لاحدهما. والمعنى ان نترك ان نفعل فى أموالنا ما نشاء من التصرفات وقال بعضهم كان ينهاهم عن تقطيع أطراف الدراهم والدنانير وقصها فارادوا به ذلك. والمعنى ما نشاء من تقطيعها واعلم ان أول من استخرج الحديد والفضة والذهب من الأرض «هوشنك» فى عصر إدريس عليه السلام وكان ملكا صالحا داعيا الى الإسلام. وأول من وضع السكة على النقدين الضحاك وإفساد السكة بأى وجه كان إفساد فى الأرض وسئل الحجاج عما يرجوبه النجاة فذكر أشياء منها ما أفسدت النقود على الناس إِنَّكَ لَأَنْتَ الْحَلِيمُ الرَّشِيدُ الأحمق السفيه بلغة مدين كما فى ربيع الأبرار وقال فى الكواشي تتعاطى الحلم والرشد ولست كذلك اى ما أنت بحليم ولا رشيد فيما تأمرنا وترشدنا اليه وقال اكثر اهل التفسير أرادوا السفيه الضال الغاوي فتهكموا به كما يتهكم بالشحيح فيقال لو أبصرك حاتم لتعلم منك الجود. وبالمستجهل والمستخف فيقال يا عالم يا حليم فهو إذا من قبيل الاستعارة التبعية نزلوا التضاد منزلة التناسب على سبيل الهزؤ فاستعاروا الحلم والرشد للسفه والغواية ثم سرت الاستعارة منهما الى الحليم الرشيد قالَ شعيب يا قَوْمِ أَرَأَيْتُمْ أخبروني إِنْ كُنْتُ إيراد حرف الشك باعتبار حال المخاطبين عَلى بَيِّنَةٍ مِنْ رَبِّي اى حجة واضحة وبرهان نير من مالك امرى عبر بهما عما أتاه الله تعالى من النبوة والحكمة ردا على مقالتهم الشنعاء فى جعلهم امره ونهيه غير مستند الى سند وَرَزَقَنِي مِنْهُ اى من لدنه رِزْقاً حَسَناً هو النبوة والحكمة ايضا عبر عنهما بذلك تنبيها على انهما مع كونهما بينة رزق حسن كيف لا وذلك مناط الحياة الابدية له ولامته وقال بعضهم هو ما رزقه الله من المال الحلال من غير شائبة حرام اى من غير بخس وتطفيف وكان كثير المال وجواب الشرط محذوف لان إثباته فى قصة نوح ولوط دل على مكانه ومعنى الكلام ينادى عليه. والمعنى أخبروني ان كنت على حجة واضحة ويقين من ربى وكنت نبيا على الحقيقة فهل يصح لى ان اتبعكم وآشوب الحلال بالحرام ولا آمركم بتوحيد الله وترك عبادة الأصنام والكف عن المعاصي والقيام بالقسط والأنبياء لا يبعثون الا لذلك وَما أُرِيدُ بنهيى إياكم عن التطفيف أَنْ أُخالِفَكُمْ مخالفتكم حال كونى مائلا إِلى ما أَنْهاكُمْ عَنْهُ يقال خالفت