للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

إسرائيل وَلَيَزِيدَنَّ كَثِيراً مِنْهُمْ وهم علماؤهم ورؤساؤهم ما أُنْزِلَ إِلَيْكَ مِنْ رَبِّكَ اى القرآن طُغْياناً وَكُفْراً على طغيانهم وكفرهم القديمين وهو مفعول ثان ليزيدن فَلا تَأْسَ عَلَى الْقَوْمِ الْكافِرِينَ اى فلا تحزن عليهم لزيادة طغيانهم وكفرهم بما تبلغه إليهم فان ضرر ذلك لاحق بهم لا يتخطاهم وفى المؤمنين مندوحة لك عنهم. وفى الآية اشارة الى ان حقيقة الدين انما هى احكام ظاهرة وباطنة والتزين بالأعمال ظاهرا وبالأحوال باطنا وهذا لا يتصور الا بمقدمتين ونتائج اربع فاما المقدمتان فاولاهما الجذبة الإلهية وثانيتهما التربية الشيخية واما النتائج فاولاها الاعراض عن الدنيا وما يتعلق بها كلها وثانيتها التوجه الى الحق بصدق الطلب وهما من نتائج الجذبة ثم تزكية النفس عن الأخلاق الذميمة وتحلية القلب بالأخلاق الإلهية وهما من نتائج التربية الشيخية باستمداد القوة النبوة والقوم الكافرون هم اهل الإنكار يتعلقون بظاهر الدين ولا يعرفون وراءه غاية وليس الأمر كذلك فان لكل ظاهر باطنا: وفى المثنوى

فائده هر ظاهرى خود باطنست ... همچونفع اندر دواها كامنست «١»

هيچ خطاطى نويسد خط بفن ... بهر عين خط نه بهر خواندن «٢»

كند بينش مى نبيند غير اين ... عقل او بى سير چون نبت زمين

نبت را چهـ خوانده چهـ ناخوانده ... هست پاى او بكل درمانده

گر سرش جنبد بسير بادرو ... تو بسر جنبانيش غره مشو

آن سرش گويد سمعنا اى صبا ... پاى او گويد عصينا خلنا

والحامل على الإنكار هو الحسد كما كان لطائفة اليهود والنصارى فلا بد من تزكية النفس من مثل هذا القبيح- حكى- ان تلميذا للفضيل بن عياض حضرته الوفاة فدخل عليه الفضيل وجلس عند رأسه وقرأ سورة يس فقال يا أستاذ لا تقرأ هذه ثم سكت ثم لقنه فقال لا اله الا الله فقال لا أقولها لانى بريئ منها ومات على ذلك فدخل الفضيل منزله وجعل يبكى أربعين يوما لم يخرج من البيت ثم رآه فى النوم وهو يسحب الى جهنم فقال بأى شىء نزع الله المعرفة عنك وكنت اعلم تلاميذى فقال بثلاثة. أولها بالنميمة فانى قلت لاصحابى بخلاف ما قلت لك. والثاني بالحسد حسدت أصحابي. والثالث كان لى علة فجئت الى الطبيب وسألته عهنا فقال تشرب فى كل سنة قدحا من الشراب فان لم تفعل بقيت بك العلة فكنت اشربه نعوذ بالله من سخطه الذي لا طاقة لنا به كذا فى منهاج العابدين إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا اى بألسنتهم فقط وهم المنافقون وَالَّذِينَ هادُوا اى دخلوا فى اليهودية وَالصَّابِئُونَ اى الذين صبت قلوبهم ومالت الى الجهل وهم صنف من النصارى يقال لهم السائحون يحلقون اوساط رؤسهم وقد سبق فى سورة البقرة وَالنَّصارى جمع نصران وهو معطوف على الذين هادوا. وقوله والصابئون رفع على الابتداء وخبره محذوف والجملة معطوفة على جملة قوله إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا إلخ والتقدير ان الذين آمنوا والذين هادوا والنصارى حكمهم كيت وكيت والصابئون كذلك وانما لم يعطف على ما قبله بل جعل مع خبره المحذوف جملة مستقلة اتى بها فى خلال الجملة الاولى


(١) در اواخر دفتر چهارم در بيان در آتش رفتن سنى إلخ.
(٢) در اواخر دفتر چهارم در بيان تفسير آيه كريمه «وما خلقنا السموات والأرض» إلخ.

<<  <  ج: ص:  >  >>