فان السجود أقصى مراتب العبادة فلا بد من تخصيصه به تعالى ولعل ناسا منهم كانوا يسجدون للشمس والقمر كالصابئين فى عبادتهم الكواكب ويزعمون أنهم يقصدون بالسجود لهما السجود لله فنهوا عن هذه الواسطة فامروا ان لا يسجدوا الا الله الذي خلق الأشياء فان قيل لم لم يجز أن تكون الشمس قبلة للناس عند سجودهم قلنا لأنها جوهر مشرق عظيم الرفعة لها منافع فى صلاح احوال الخلق فلو اذن فى جعلها قبلة فى الصلاة بان يتوجه إليها ويركع ويسجد نحوها لربما غلب على بعض الأوهام أن ذلك الركوع والسجود للشمس لالله بخلاف الأحجار المعينة فانها ليس فى جعلها قبلة ما يوهم الالهية وعن عكرمة قال ان الشمس إذا غربت دخلت بحرا تحت العرش فتسبح الله حتى إذا هى أصبحت استعفت ربها من الخروج فقال الرب ولم ذلك والرب اعلم قالت انى إذا خرجت عبدت من دونك فقال لها الرب اخرجى فليس عليك من ذلك شىء حسبهم جهنم ابعثها إليهم من ثلاثة عشر ألف ملك يقودونها حتى يدخلوهم فيها وفى الحديث ليس فى أمتي رياء ان رأوا فبالاعمال فاما الايمان فثابت فى قلوبهم أمثال الجبال واما الكبر فان أحدهم إذا وضع جبهته لله تعالى ساجدا فقد برىء من الكبر فَإِنِ اسْتَكْبَرُوا اى تعظموا عن امتثال أمرك فى ترك السجود لغير الله وأبوا الا اتخاذ الواسطة فذلك لا يقلل عدد من يخلص عبادته لله فَالَّذِينَ عِنْدَ رَبِّكَ فان الملائكة المقربين عند الله فهو علة للجزاء المحذوف يُسَبِّحُونَ لَهُ ينزهونه عن الانداد وسائر ما لا يليق به بِاللَّيْلِ وَالنَّهارِ اى دائما وفى جميع الأوقات وظهر من هذا التقرير أن تخصيص الملائكة مع وجود غيرهم من العباد المخلصين لكثرتهم وايضا الشمس والقمر عندهم فيردون العبادة عنهما غيرة بتخصيصها بالله تعالى وَهُمْ لا يَسْأَمُونَ السامة الملالة اى لا يفترون ولا يملون من التسبيح والعبادة فان التسبيح منهم كالتنفس من الناس وبالفارسية وايشان ملول وسير نمى شوند از كثرت عبادت وبسيارى ستايش و پرستش روى أن لله ملكا يقال له حو قبائيل له ثمانية عشر الف جناح ما بين الجناح الى الجناح خمسمائة عام فخطر له خاطر هل فوق العرش شىء فزاده الله مثلها اجنحة اخرى فكان له ستة وثلاثون ألف جناح بين الجناح الى الجناح خمسمائة عام ثم اوحى الله ايها الملك طرفطار مقدار عشرين ألف سنة فلم ينل راس قائمة من قوائم العرش ثم ضاعف الله له فى الجناح والقوة وامره أن يطير فطار مقدار ثلاثين ألف سنة فلم ينل ايضا فأوحى الله اليه ايها الملك لو طرت الى نفخ الصور مع أجنحتك وقوتك لم تبلغ ساق عرشى فقال الملك سبحان ربى الأعلى فانزل الله سبح اسم ربك الأعلى فقال عليه السلام اجعلوها فى سجودكم قال عبد العزيز المكي فى هذه الآية سبحان الذي من عرفه لا يسأم من ذكره سبحان الذي من انس به استوحش من غيره سبحان الذي من أحبه اعرض بالكلية عما سواه وفى التأويلات المنجمية لا تتخذوا ما كشف لكم عند تجلى شمس الروح من المعقولات وأنواع العلوم الدقيقة مقصدا ومعبدا كما اتخذت الفلاسفة ولا تتخذوا ايضا ما شهدتم عند تجلى شواهد الحق فى قمر القلب من المشاهدات ومكاشفات العلوم الدينية مقصدا ومعبدا كما اتخذ بعض ارباب السلوك ووقفوا عند عقبات العرفان والكرامات فشغلوا بالمعرفة عن المعروف وبالكرامات