للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

العربية والمعنى انما سهلنا الكتاب المبين حيث أنزلناه بلغتك لَعَلَّهُمْ يَتَذَكَّرُونَ كى يفهمه قومك ويتذكروا ويعملوا بموجبه وإذا لم يفعلوا ذلك فَارْتَقِبْ فانتظر لما يحل بهم من المقادير فان فى رؤيتها عبرة للعارفين وموعظة للمتقين إِنَّهُمْ مُرْتَقِبُونَ منتظرون لما يحل بك من الدوائر ولم يضرك ذلك فعن قريب يتحقق املك وتخيب آمالهم يعنى از ان تو نصرت الهى خواهد بود واز ان ايشان عذاب نامتناهى دوستان را هر دم فتحى تازه وخصمان را هر زمان رنجى آبى اندازه تابعان را وعده حسن المآب منكرانرا هيبت ذوقوا العذاب وفى عين المعاني او فارتقب الثواب فانهم كالمرتقبين العقاب لان المسيء ينتظر عاقبة الاساءة وعلى كلا التقديرين فمفعول الارتقاب محذوف فى الموضعين وفى الآية فوائد منها انه تعالى بين تيسير القرآن والتيسير ضد التعسير وقد قال فى آية اخرى انا سنلقى عليك قولا ثقيلا فبينهما تعارض والجواب هو ميسر باللسان وثقيل من حيث اشتماله على التكاليف الشاقة على المكلفين ولا شك ان التلاوة باللسان أخف من العمل ولهذا جاء فى بعض اللطائف انه مرض ابن لبعض العلماء فقيل له اذبح قربانا لعل الله يشفى ولدك فقال بل اقرأ قرءانا فقال بعض العرفاء انما اختار القرآن لانه فى لسانه وأغرض عن القربان لكونه فى جنانه لان حب المال مركوز فى القلب ففى إخراجه منه صعوبة ومنها انه تعالى قال بلسانك فأشار الى انه لو أسمعهم كلامه بغير الواسطة لماتوا جميعا لعدم تحملهم قال جعفر الصادق رضى الله عنه لولا تيسيره لما قدر أحد من خلقه أن يتلفظ بحرف من القرآن وأنى لهم ذلك وهو كلام من لم يزل ولا يزال وقال ابن عطاء يسر ذكره على لسان من شاء من عباده فلا يفتر عن ذكره بحال واغلق باب الذكر على من شاء من عباده فلا يستطيع بحال ان يذكره ومنها ان بعض المعتزلة استدل بقوله لعلهم يتذكرون على انه أراد من الكل الايمان ولم يرد من أحد الكفر وأجيب بأن الضمير فى لعلهم الى أقوام مخصوصين وهم المؤمنون فى علم الله تعالى يقول الفقير فى هذا الجواب نظر لان ما بعد الآية يخالفه فانهم لو كانوا مؤمنين فى علم الله لآمنوا ولما امر عليه السلام بانتظار الهلاك فى حقهم فالوجه ان يكون لعلهم يتذكرون علة بمعنى طلب ان يفهمه قومك فيتذكروا به او لكى يتذكروا ويتعظوا به فيفوا بما وعدوه من الايمان عند كشف العذاب عنهم وتفسيره بالارادة كما فعله اهل الاعتزال خطأ لان الارادة تستلزم المراد لا محالة ومنها ان انتظار الفرج عبادة على ما جاء فى الحديث لانه من الايمان وجاء فى فضيلة السورة الكريمة آثار صحيحة قال عليه السلام من قرأ حم الدخان ليله الجمعة أصبح مغفورا له اى دخل فى الصباح حال كونه مغفورا له فاصبح فعل تام بمعنى دخل فى الصباح لانه لو جعل ناقصا يكون المعنى حصل غفرانه وقت الصباح وليس المراد ذلك نعم لا يظهر المنع عن جعله بمعنى صار وعنه عليه السلام من قرأ الدخان فى ليلة أصبح يستغفر له سبعون ألف ملك وهذا الحديثان رواهما ابو هريرة رضى الله عنه والاول أخرجه الترمذي وقال ابو امامة سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول من قرأ حم الدخان ليلة الجمعة او يوم الجمعة بنى الله له بيتا فى الجنة كما فى كشف الاسرار وبحر العلوم واسناد البناء الى الله مجاز اى يأمر الملائكة بان يبنوا له فى الجنة بثواب القراءة بيتا عظيما

<<  <  ج: ص:  >  >>