للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

والقتال بين الناس وأكل الربا سبب للزلزلة والخسف فضرر البعض يسرى الى الجميع ولذا يقال من أذنب ذنبا فجميع الخلق من الانس والدواب والوحوش والطيور والذر خصماؤه يوم القيامة فلا بد من الرجوع الى الله تعالى بالتوبة والطاعة والإصلاح فان فيه الفوز والفلاح قال ذو النون المصري قدس سره رأيت رجلا احدى رجليه خارجة من صومعته يسيل منها الصديد فسألته عن ذلك فقال زارتنى امرأة فنامت بجنب صومعتى فحملتنى نفسى على ان انزل عليها بالفجور فساعدتنى احدى رجلى دون الاخرى فخلفت ان لا تصحبنى ابدا وهذا حقيقة التوبة والندامة نسأل الله العفو والعافية والسلامة

توبه كردم حقيقت با خدا ... نشكنم تا جان شدن از تن جدا «١»

كذا فى المثنوى نقلا عن لسان نصوح قُلْ يا محمد سِيرُوا ايها المشركون وسافروا فِي الْأَرْضِ فى ارض الأمم المعذبة فَانْظُرُوا كَيْفَ كانَ عاقِبَةُ الَّذِينَ مِنْ قَبْلُ اى آخر امر من كان قبلكم والنظر على وجهين يقال نظر اليه إذا نظر بعينه ونظر فيه إذا تفكر بقلبه وهاهنا قال فانظروا ولم يقل اليه او فيه ليدل على مشاهدة الآثار ومطالعة الأحوال كانَ أَكْثَرُهُمْ مُشْرِكِينَ اى كان اكثر الذين من قبل مشركين فاهلكوا بشركهم وهو استئناف للدلالة على ان ما أصابهم لفشوّ الشرك فيما بينهم او كان الشرك فى أكثرهم وما دونه من المعاصي فى قليل منهم فاذا أصابهم العذاب بسبب شركهم ومعاصيهم فليحذر من كان على صفتهم من مشركى قريش وغيرهم ان أصروا على ذلك فَأَقِمْ عدل يا محمد وَجْهَكَ لِلدِّينِ الْقَيِّمِ البليغ الاستقامة الذي ليس فيه عوج أصلا وهو دين الإسلام وقد سبق معنى اقامة الوجه للدين فى هذه السورة مِنْ قَبْلِ أَنْ يَأْتِيَ يَوْمٌ يوم القيامة لا مَرَدَّ لَهُ لا يقدر أحد على رده ولا ينفع نفسا إيمانها حينئذ مِنَ اللَّهِ متعلق بيأتي او بمرد لانه مصدر على معنى لا يرده الله تعالى لتعلق إرادته القديمة بمجيئه وقد وعد ولا خلف فى وعده يَوْمَئِذٍ اى يوم القيامة بعد محاسبة الله اهل الموقف يَصَّدَّعُونَ أصله يتصدعون فادغمت التاء فى الصاد وشددت. والصدع الشق فى الأجسام الصلبة كالزجاج والحديد ونحوهما ومنه استعير صدع الأمر اى فصله والصداع وهو الانشقاق فى الرأس من الوجع ومنه الصديع للفجر لانه ينشق من الليل والمعنى يتفرقون فريق فى الجنة وفريق فى السعير كما قال مَنْ [هركه] كَفَرَ بالله فى الدنيا فَعَلَيْهِ لا على غيره كُفْرُهُ وبال كفره وجزاؤه وهو النار المؤبدة وَمَنْ [وهر كه] عَمِلَ صالِحاً وحده وعمل بالطاعة الخالصة بعد التوحيد: وبالفارسية [كار ستوده كند] فَلِأَنْفُسِهِمْ وحدها يَمْهَدُونَ اصل المهد إصلاح المضجع للصبى ثم استعير لغيره كما فى كشف الاسرار يسوّون منزلا فى الجنة ويفرشون ويهيئون: وبالفارسية [خويشتن را نشستكاه سازد در بهشت وبساط مى كستراند] ومن التمهيد تمهيد المضاجع فى القبور فان بالعمل الصالح يصلح منزل القبر ومأوى الجنة يروى ان بعض اهل القبور فى برزخ محمود مفروش فيه الريحان وموسد فيه السندس والإستبرق الى يوم القيامة وفى الحديث (ان عمل الإنسان يدفن


(١) در اواسط دفتر پنجم در بيان باز خواندن شاه زاده نصوح را إلخ

<<  <  ج: ص:  >  >>