ببقائه بعد تفصيل النعم المتعلقة بحدوثه اى فلينظر الإنسان الى طعامه الذي عليه يدور امر معاشه كيف دبرناه وقال ابن عباس رضى الله عنهما فلينظر الإنسان الى طعامه ليعلم خسة قدره وفناء عمره وفى الحديث (ان مطعم ابن آدم جعله الله مثلا للدنيا وان قزحه وملحه فانظر الى ماذا يصير) يقال قزح القدر جعل التابل فيها وهو كصاحب وهاجر ابزار الطعام وملحها جعل الملح فيها أَنَّا صَبَبْنَا أنزلنا انزالا وافيا من السحاب الْماءَ اى الغيث وهو المطر المحتاج اليه بدل اشتمال من طعامه لان الماء سبب لحدوث الطعام فالثانى مشتمل على الاول إذ لا يلزم فيه ان يكون المبدل منه مشتملا على البدل فحينئذ العائد محذوف والتقدير صببنا له صَبًّا عجيبا ثُمَّ شَقَقْنَا الْأَرْضَ بالنبات ولما كان الشق بعد الصب أورد كلمة ثم والشق بالفارسية شكافتن شَقًّا بديعا لائقا بما يشقها من النبات صغرا وكبرا وشكلا وهيئة فَأَنْبَتْنا فِيها اى فى الأرض المشقوقة بالنبات والفاء للتعقيب حَبًّا فان انشقاق الأرض بالنبات لا يزال يتزايد ويتسع الى ان يتكامل النمو وينعقد الحب والحب كل ما حصد من نحو الحنطة والشعير وغيرهما وهو جنس الحبة كالتمر والتمرة فيشمل القليل والكثير قدمه لانه الأصل فى الغذاء وَعِنَباً عطف على حبا وليس من لوازم العطف ان يقيد المعطوف بجميع ما قيد به المعطوف عليه فلا ضير فى خلو إنبات العنب عن شق الأرض وكذا فى أمثاله كذا قال فى الإرشاد ولعل شق الأرض فيه باعتبار أصله أول خروجه منها فان المراد هنا شجرة العنب وانما ذكره والزيتون باسم الثمرة لشهرتهما بها ووقوع كل منهما بعد ما يؤكل نفسه فاعرف وأفرد العنب بالذكر من بين الثمار لانه فاكهة من وجه يتلذذ به وطعام من وجه يتغذى به وهو من أصلح الاغذية وَقَضْباً اى رطبة وهى نبات يقال له الفصفصة وبالفارسية اسپست ومعربه الاسفست. سميت بمصدر قضبه اى قطعه مبالغة كانها لتكرر قطعها وتكثره إذا تقضب مرة بعد اخرى فى السنة نفس القطع وعن ابن عباس رضى الله عنهما انه الرطب التي تقضب من النخل ورجحه بعضهم لما سبته بالعنب وقال بعضهم هو مثل النعناع والطرخون والكراث وغيرها التي يقطع ساقها من أصلها يعنى للاكل وبعضهم هو القت الرطب أفرده بالذكر تنبيها على اختلاف النباتات وان منها ما إذا قطع عاد ومنها ما لا يعود والقت حب الغاسول وهو الأشنان وقيل هو حب يا بس اسود يدفن فيلين قشره ويطحن ويخبز يقتاته اعراب طى وبعضهم هو كل ما يؤكل رطبا كالبطيخ والخيار والباذنجان والدباء وَزَيْتُوناً هو ما يعصر منه الزبت والمراد شجرته وتعمر ثلاثة آلاف سنة خصه بالذكر لكثرة فوائده خصوصا لاهالى بلاد العرب فانهم ينتفعون به أكلا وادهانا واستضاءة وتطهرا فانه يجعل فى الصابون وكان عليه السلام يتطيب به فى الأوقات وَنَخْلًا هو شجر التمر جمع نخلة والرطب والتمر من أنفع الغذاء وفى العجوة خاصية دفع السم والسحر وشجرته من فضلة طينة آدم عليه السلام كما سبق مفصلا وَحَدائِقَ غُلْباً جمع حديقة وهى الروضة ذات الشجر أو البستان من النخل والشجر او كل ما أحاط به البناء او القطعة من النخل كما فى القاموس وهى هنا من قبيل التعميم