للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

مَنْ هر كه عَمِلَ فى الدنيا سَيِّئَةً كردارى بد فَلا يُجْزى فى الآخرة إِلَّا مِثْلَها عدلا من الله سبحانه فخلود الكافر فى النار مثل لكفره ولو ساعة لأبدية اعتقاده واما المؤمن الفاسق فعقابه منقطع إذ ليس على عزم ان يبقى مصرا على المعصية وفى الآية دليل على أن الجنايات سوآء كانت فى النفوس او الأعضاء او الأموال تغرم بامثالها والزائد على الأمثال غير مشروع وَمَنْ عَمِلَ صالِحاً وهو ما طلب به رضى الله تعالى اى عمل كان من الأعمال المشروعة مِنْ ذَكَرٍ أَوْ أُنْثى ذكرهما ترغيبا لهما فى الصالحات وَهُوَ اى والحال أنه مُؤْمِنٌ بالله واليوم الآخر جعل العمل عمدة والايمان حالا للايذان بانه لا عبرة بالعمل بدون الايمان إذ الأحوال مشروطة على ما تقرر فى علم الأصول فَأُولئِكَ الذين عملوا ذلك يَدْخُلُونَ الْجَنَّةَ يُرْزَقُونَ فِيها روزى داده شوند از فواكه پاكيزه ومطاعم لذيذه بِغَيْرِ حِسابٍ اى بغير تقدير وموازنة بالعمل بل أضعافا مضاعفة فضلا من الله ورحمة وفى التأويلات النجمية بغير حساب اى مما لم يكن فى حساب العبدان يرزق مثله وعن ابى هريرة رضى الله عنه أنه قال أخبرني رسول الله عليه السلام أن اهل الجنة إذ ادخلوها نزلوا فيها يفضل أعمالهم اى بأعمالهم الفاضلة ثم يؤذن لهم فى مقدار يوم الجمعة من ايام الدنيا فيبرزون ويبرز لهم عرشه ويتبدى لهم فى روضة من رياض الجنة فتوضع لهم منابر من نور ومنابر من لؤلؤ ومنابر من ياقوت ومنابر من زبرجد ومنابر من ذهب ومنابر من فضة ويجلس أدناهم وما هو دنى على كثبان المسك والكافور ما يرون أن اصحاب الكراسي بأفضل منهم مجلسا قال ابو هريرة رضى الله عنه قلت يا رسول الله وهل يرى ربنا قال نعم هل تتمارون فى رؤية الشمس والقمر ليلة البدر قلنا لا قال كذلك لا تتمارون فى رؤية ربكم تبارك وتعالى ولا يبقى فى ذلك المجلس رجل الا حاضره الله محاضرة حتى يقول للرجل منهم يا فلان ابن فلان أتذكر يوم قلت كذا وكذا فيذكره بعض عثراته فى الدنيا فيقول او لم تغفر لى فيقول بلى فبسعة مغفرتى بلغت منزلتك هذه فبينماهم على ذلك إذ غشيهم سحابة فامطرت عليهم طيبا لم يجدوا مثل ريحه قط ويقول ربنا قوموا الى ما اعددت لكم من الكرامة فخذوا ما شتهيتم فنأتى سوقا قد حفت بالملائكة لم تنظر العيون الى مثلها ولم تسمع الاذان ولم يخطر على القلوب فيحمل لنا ما اشتهينا ليس يباع فيها ولا يشترى وفى ذلك السوق يلقى اهل الجنة بعضهم بعضا قال فيقبل الرجل ذو المنة المرتفعة فيلقى من هو دونه وما فيهم دنى فيروعه ما عليه من اللباس فما ينقضى آخر حديثه حتى يتخيل عليه ما هو احسن منه وذلك أنه لا ينبغى لأحد ان يحزن فيها ثم ننصرف الى منازلنا فيتلقانا أزواجنا فيقلن مرحبا وأهلا لقد جئت وان ربك من الجمال ما هو أفضل مما فارقتنا عليه فيقول انا جالسنا اليوم ربنا الجبار ويحق لنا ان ننقلب بمثل ما انقلبنا وَيا قَوْمِ قال الكاشفى آل فرعون از سخنان خربيل فهم كردند كه ايمان آورده است زبان ملامت بگشادند كه شرم ندارى كه از پرستش فرعون روى بعبادت ديكرى مى آرى خربيل تكرار ندا كرد از روى تنبيه تا شايد از خواب غفلت بيدار شوند پس

<<  <  ج: ص:  >  >>