يحقق موضعيتها فقول العلماء انها تعديد على نمط التحديد ليس له كثير معنى فافهم جدا وفى الحديث (سألنى ربى) اى ليلة المعراج (فلم أستطع ان أجيبه فوضع يده بين كتفى بلا تكييف ولا تحديد) اى يد قدرته لانه سبحانه منزه عن الجارحة (فوجدت بردها فاورثنى علوم الأولين والآخرين وعلمنى علوما شتى فعلم أخذ علىّ كتمانه إذ علم انه لا يقدر على حمله غيرى وعلم خيرنى فيه وعلم أمرني بتبليغه الى العام والخاص من أمتي) وهى الانس والجن والملك كما فى انسان العيون تِلْكَ السورة وأشير إليها بما يشير الى البعيد لانه وصل من المرسل الى المرسل فصار كالمتباعد او لان الاشارة لما كانت الى الموجود فى الذهن أشير به ايماء الى بعده عن حيز الاشارة لما انها تكون بمحسوس مشاهد وهو مبتدأ خبره قوله آياتُ الْكِتابِ اى القرآن الْمُبِينِ من ابان بمعنى بان اى وضح وظهر اى الظاهر امره فى كونه من عند الله تعالى وفى اعجازه او بمعنى بين وأوضح اى المبين لما فيه من الاحكام والشرائع وخفايا الملك والملكوت واسرار النشأتين وغير ذلك من الحكم والمعارف والقصص وفى بحر العلوم الكتاب المبين هو اللوح وإبانته انه قد كتب وبين فيه كل ما هو كائن فهو يبينه للناظرين فيه ابانة ولما وصف الكتاب بما يدل على الشرف الذاتي عقب ذلك بما يدل على الشرف الإضافي فقيل إِنَّا أَنْزَلْناهُ اى الكتاب المتضمن قصة يوسف وغيرها فى حال كونه قُرْآناً عَرَبِيًّا بلغتكم فعربيا نعت لقرآنا نعت نسبة لا نعت لزوم لانه كان قرآنا قبل نزوله فلما نزل بلغة العرب نسب إليها كما فى الكواشي. وقرآنا حال موطئة اى توطئة للحال التي هى عربيا لانه فى نفسه لا يبين الهيئة وانما بينها للغير وهى ما يتبعها من الصفة فان الحال الموطئة اسم جامد موصوف بصفة هى الحال فى الحقيقة فكان الاسم الجامد وطأ الطريق لما هو حال فى الحقيقة بمجيئه قبلها موصوفا بها كما فى شرح الكافية للعلامة لَعَلَّكُمْ تَعْقِلُونَ اى لكى تفهموا معانيه وتحيطوا بما فيه وتطلعوا على انه خارج عن طوق البشر منزل من عند خلاق القوى والقدر والعقل ادراك معنى الكلام والعلة على التشبيه والاستعارة فان افعال الله تعالى لا تعلل بالأغراض عند اهل السنة وقال فى بحر العلوم لعل مستعار لمعنى الارادة لتلاحظ العرب معناه او معنى الترجي اى أنزلنا قرآنا عربيا ارادة ان تعقله العرب ويفهموا منه ما يدعوهم اليه فلا يكون لهم حجة على الله ولا يقولوا لنبيهم ما خوطبنا به كما قال وَلَوْ جَعَلْناهُ قُرْآناً أَعْجَمِيًّا لَقالُوا لَوْلا فُصِّلَتْ آياتُهُ وفى التأويلات النجمية الر يشير بألف الى الله وباللام الى جبريل وبالراء الى الرسول اى ما انزل الله تعالى على لسان جبريل على قلب الرسول دلالات الكتاب من المحبوب الى المحب ليهتدى المحب بالبيان طريق الوصول الى المحبوب انا كسوناه للقراءة كسوة العربية لَعَلَّكُمْ تَعْقِلُونَ حقائق معانيه وأسراره ومبانيه وإشاراته بها إذ هى لغتكم كما أنزلنا التوراة على أهلها بلغة العبرى والإنجيل بلغة السرياني يشير به الى ان حقيقة كلام الله تعالى منزهة فى كلاميته عن كسوة الحروف والأصوات واللغات ولكن الخلق يحتاجون فى تعقل معانيه الى كسوة الحروف واللغات وفى الآيات دليل على شرف اللسان العربي وفى كلام الفقهاء العرب اولى الأمم لانهم المخاطبون اولا والدين عربى وفى