للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

المقام مثل ألهاكم التكاثر عن ذكر الله وعن الواجبات والمندوبات مما يتعلق بالقلب كالعلم والتفكر والاعتبار او بالجوارح كأنواع الطاعات وتعريف التكاثر للعهد والعهد المذموم هو التكاثر فى الأمور الدنيوية الفانية كالتفا خربا لمال والجاه والأعوان والأقرباء واما التفاخر بالأمور الاخروية الباقية فممدوح كالتفاخر بالعلم والعمل والأخلاق والصحة والقوة والغنى والجمال وحسن الصوت إذا كان بطريق تحديث النعمة ومن ذلك تفاخر العباس رضى الله عنه بان السقاية بيده وتفاخر شيبة بان مفتاح البيت بيده الى ان قال على رضى الله عنه وانا قطعت خرطوم الكفر بسبفى فصار الكفر مثلة والتكاثر مكاثرة اثنين مالا او عددا بأن يقول كل منهما لصاحبه انا اكثر منك مالا وأعز نفرا والمراد هنا هو التكاثر فى العدد لانه روى ان بنى عبد مناف وبنى سهم تفاخروا وتعادوا وتكاثروا بالسعادة والاشراف فى الإسلام فقال كل من الفريقين نحن اكثر منكم سيدا وأعظم نفرا فكثرهم بنوا عبد مناف اى غلبهم بالكثرة فقال بنواسهم ان البغي أفنانا فى الجاهلية فعادونا بالاحياء والأموات (قال الكاشفى) بگورستان رفتند وگورها بر شمردند كه اين قبر فلان واين قبر فلان قبور أشراف قبيله خود شمردند. فكثرهم بنواسهم يعنى سه خاندان بنى سهم زياده آمد بر بنى عبد مناف برين نسق بر يكديكر تطاول نمودند وتفاخر كردند. والمعنى انكم تكاثر ثم بالاحياء حَتَّى زُرْتُمُ الْمَقابِرَ اى حتى استوعبتم عددهم وصرتم الى التفاخر والتكاثر بالأموات وبالفارسية تا حدى آمديد بگورستانها ومردگانرا شماره كرديد. فعبر عن انتقالهم الى ذكر الموتى بزيارة القبور اى جعلت كناية عنه تهكما بهم قال الطيبي انما كان تهكما لان زيارة القبور شرعت لتذكر الموت ورفض حب الدنيا وترك المباهاة والتفاخر وهؤلاء عكسوا حيث جعلوا زيارة القبور سببا لمزيد القسوة والاستغراق فى حب الدنيا والتفاخر فى الكثرة وهذا خبر فيه تفريع وتوبيخ والغاية تدخل تحت المغيا فى هذا الوجه وقيل المعنى ألهاكم التكاثر بالأموال والأولاد الى ان متم وقبرتم مضيعين اعماركم فى طلب الدنيا معرضين عما يهمكم من السعى لاخراكم فتكون زيارة القبور عبارة عن الموت والتكاثر هو التكاثر بالمال والولد كما روى انه عليه السلام سمع انه يقرأ هذه الآية ويقول بعدها يقول ابن آدم مالى مالى وهل لك من مالك إلا ما أكلت فأفنيت او لبست فأبليت او تصدقت فامضيت وفيه اشارة الى انهم يبعثون فان الزائر منصرف لا مقيم وقرأها عمر بن عبد العزيز قال ما ارى المقابر الا زيارة ولا بد لمن زار ان يرجع الى بيته اما الى الجنة او الى النار وفيه تحذير عن الدنيا وترغيب فى الآخرة والاستعداد للموت

روزى كه أجل كند شبيخون ... البته بيايد از جهان رفت

كردل نبود أسير دنيا ... آسان ره آن جهان توان رفت

كَلَّا ردع عما هم فيه من التكاثر اى ليس الأمر كما يتوهم هؤلاء من ان فضل الإنسان وسعادته بكثرة أعوانه وقبائله وأمواله اى ارتدعوا عن هذا وتنبهوا من الخطا فيه وتنبيه على

<<  <  ج: ص:  >  >>