الكواشي وَأَسَرُّوا النَّدامَةَ أظهروها لانه ليس بيوم تصبر قال فى التبيان الاسرار من الاضداد وَقُضِيَ بَيْنَهُمْ اى أوقع القضاء والحكم بين الظالمين من المشركين وغيرهم من اصناف اهل الظلم بان اظهر الحق سواء كان من حقوق الله او من حقوق العباد من الباطل وعومل اهل كل منهما بما يليق به بِالْقِسْطِ بالعدل وَهُمْ اى الظالمون لا يُظْلَمُونَ فيما فعل بهم من العذاب بل هو من مقتضيات ظلمهم ولوازمه الضرورية كذا فى الإرشاد وقال القاضي ليس تكريرا لان الاول قضاء بين الأنبياء ومكذبيهم والثاني مجازاة للمشركين على الشرك أَلا قال الامام كلمة ألا انما تذكر لتنبيه الغافلين واهل هذا العالم مشغولون بالنظر الى الأسباب الظاهرة فيضيفون الأشياء الى ملاكها الظاهرة المجازية فيقولون الدار لزيد والغلام لعمرو والسلطنة للخليفة والتصرف للوزير ونحو ذلك فكانوا مستغرقين فى نوم الجهل والغفلة حيث يظنون صحة تلك الإضافات فلذلك نادى الحق هؤلاء الناثمين بقوله ألا إِنَّ لِلَّهِ ما فِي السَّماواتِ وَالْأَرْضِ لانه قد ثبت ان جميع ما سواه تعالى ممكن لذاته وان الممكن لذاته مستند الى الواجب لذاته اما ابتداء او بواسطة فثبت ان جميع ما سواه مملوك له تعالى يتصرف فيه كيفما يشاء إيجادا واعداما واثابة وعقابا وكلمة ما لتغلب غير العقلاء على العقلاء أَلا إِنَّ وَعْدَ اللَّهِ حَقٌّ اى ما وعده من الثواب والعقاب كائن لا خلف فيه فالوعد بمعنى الموعود والحق بمعنى الثابت والواقع ويجوز ان يكون بمعناه المصدري والحق بمعنى المطابق للواقع اى وعده بما ذكر مطابق للواقع وَلكِنَّ أَكْثَرَهُمْ لقصور عقلهم واستيلاء الغفلة عليهم والفهم بالافعال المحسوسة المعتادة لا يَعْلَمُونَ ذلك وانما يعلمون ظاهرا من الحياة الدنيا فيقولون ما يقولون ويفعلون ما يفعلون
مانده در تنكناى اين مجلس ... غير دنيا نديده ديده حس
چشم دل كو كه پردها بدرد ... جانب ملك آخرت نكرد
مرغ او در قفس زبون باشد ... چهـ شناسد كه باغ چون باشد
هُوَ يُحيِي وَيُمِيتُ فى الدنيا من غير دخل لاحد فى ذلك وَإِلَيْهِ تُرْجَعُونَ فى الآخرة بالبعث والحشر وفى التأويلات النجمية هُوَ يُحيِي من العدم بالإيجاد وَيُمِيتُ من الوجود بالاعدام وَإِلَيْهِ تُرْجَعُونَ وجودا وعدما. انتهى وفى الآية اشارة الى انه لا بد من الرجوع وان كان اضطراريا ونعم ما قيل إذا جاء الموت لا ينفع العلم كما لم ينفع آدم ولا الخلة كما لم تنفع ابراهيم ولا القربة كما لم تنفع موسى ولا الملك كما لم ينفع داود وسليمان وذا القرنين ولا المحبة كما لم تنفع محمدا صلى الله تعالى عليه وسلم ولا المال كما لم ينفع قارون ولا الجنود كما لم تنفع نمرود ولا الجمال كما لم ينفع يوسف قيل فى الموت ستمائة الف واربعة وعشرون الف غم كل غم لو وضع على اهل الدنيا لماتوا منه وبعد الموت ثلاثمائة وستون هو لا كل هول أشد من الموت فمن عرف هذا بطريق اليقين جاهد الى ان تجد كل ذرة منه الم الموت فحينئذ لا يبقى للالم حين الفوت مجال أصلا لانه مات بالاختيار قبل الموت بالاضطرار ورجع الى المولى بنفسه وفنى عن جملة القيود والإضافات وبقي ببقاء الله تعالى فهذا يقال له موت النفس