فِي الْحُطَمَةِ اى فى النار التي شأنها ان تحطم وتكسر كل ما يلقى فيها كما أن شأنه كسر باعراض الناس وجمع المال قال بعضهم قولهم ان فعلة بفتح العين للمكثير المتعود ينتقض الحطمة فانها أطلقت على النار وليس الحطم عادتها بل طبيعتها وجوابه أن كونه طبيعيا لا ينافى كونه عادة إذ العادة على ما فى القاموس الديدن والشأن والخاصية وهو يعم الطبيعي وغيره ومنه يعلم ان النبذ فى الحطمة كان جزاء وفاقا لاعمالهم فانه لما كان الهمز واللمز عادتهم كان الحطم ايضا عادة فقوبل صيغة فعلة بفعلة وكذا ظنوا أنفسهم اهل الكرامة والكثرة فعبر عن جزائهم بالنبذ المنبئ عن الاستحقار والاستقلال يعنى شبههم استحقارا لهم واستقلالا بعددهم بحصيات أخذهن أحد فى كفه فطرحهن فى البحر وفيه اشارة الى الاسقاط عن مرتبة الفطرة الى مرتبة الطبيعة الغالبة وَما أَدْراكَ مَا الْحُطَمَةُ تهويل لامرها ببيان أنها ليست من الأمور التي تنالها عقول الخلق والمعنى بالفارسية و چهـ چيز دانا كرد ترا تا دانى چيست حطمه نارُ اللَّهِ اى هى نار الله الْمُوقَدَةُ افروخته شد. بامر وقدرت او جل جلاله وما أوقد وأشعل بامره لا يقدر أن يطفئه غيره فاضافة النار اليه تعالى لتفخيمها والدلالة على أنها ليست كسائر النيران وفى الحديث او قد عليها ألف سنة حتى احمرت ثم ألف سنة حتى ابيضت ثم ألف سنة حتى اسودت فهى سوداء مظلمة وعن على رضى الله عنه عجبا ممن يعصى الله على وجه الأرض والنار تسعر من تحته الَّتِي تَطَّلِعُ عَلَى الْأَفْئِدَةِ اى تعلو اوساط القلوب وتغشاها فان الفؤاد وسط القلب ومتصل بالروح يعنى أن تلك النار تحطم العظام وتأكل اللحوم فتدخل فى أجواف اهل الشهوات وتصل الى صدورهم وتستولى على افئدتهم الى أنها لا تحرقها بالكلية إذ لو احترقت لما تت أصحابها ثم ان الله تعالى يعيد لحومهم وعظامهم مرة اخرى وتخصيصها بالذكر لما أن الفؤاد ألطف ما فى الجسد وأشد تألما بأدنى أذى يمسه او لأنه محل العقائد الزائغة والنيات الخبيثة ومنشأ الأعمال السيئة فاطلاعها على الافئدة التي هى خزانة الجسد ومحل ودائعه يستلزم الاطلاع على جميع الجسد بطريق الاولى. صاحب كشف الاسرار فرموده كه آتشى كه بدل راه يابد عجبست حسين منصور قدس سره فرموده كه هفتاد سال آتش نار الله الموقدة در باطن ما زدند نا تمام سوخته شد ناكاه شررى از مقدحه انا الحق برون جست ودر ان سوخته افتاد سوخته بايد كه از سوزش ما خبر دهد. اى شمع بيا تا من وتو زار بگرييم. كاحوال دل سوخته هم سوخته داند إِنَّها عَلَيْهِمْ مُؤْصَدَةٌ اى ان تلك النار الموصوفة مطبقة ابوابها عليهم تأكيدا ليأسهم من الخروج وتيقنهم بحبس الابد من أوصدت الباب واصدته اى أطبقته وقد سبق فى سورة البلد فِي عَمَدٍ جمع عمود كما فى القاموس اى حال كونهم موثقين فى اعمدة مُمَدَّدَةٍ من التمديد بالفارسية كشيدن.
اى ممدودة مثل المقاطر التي تقطر فيها اللصوص اى يلقون فيها على أحد قطريهم والقطر الجانب والمقطرة الخشبة التي يجعل فيها ارجل اللصوص والشطار يعنى خشبة فيها خروق تدخل فيها ارجل المحبوس كيلا يهربوا فقوله فى عمد حال من الضمير المجرور فى عليهم