للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

إِلَّا بِإِذْنِ اللَّهِ اى بامره لا باختيار نفسه ورأيه فانهم عبيد مربوبون منقادون وهو جواب لقول المشركين لو كان رسولا من عند الله لكان عليه ان يأتى بأى شىء طلبنا منه من المعجزات ولا يتوقف فيه وفيه اشارة الى ان حركات عامة الخلق وسكناتهم بمشيئة الله تعالى وإرادته وان حركات الرسل وسكناتهم بإذن الله ورضاه لِكُلِّ أَجَلٍ وقت كِتابٌ حكم مكتوب مفروض يليق بصلاح حال اهله فان الحكمة تقتضى اختلاف الاحكام على حسب اختلاف الاعصار والأمم وهو جواب لقولهم لو كان نبيا ما نسخ اكثر احكام التوراة والإنجيل وقال الشيخ فى تفسيره اى لكل شىء قضاه الله وقت مكتوب معلوم لا يزاد عليه ولا ينقص منه او لا يتقدم ولا يتأخر عنه [با هر اجلى را از آجال خلائق كتابيست نزديك خداى تعالى كه جز وى كسى را بر آجال خلق اطلاع نباشد] يَمْحُوا اللَّهُ ما يَشاءُ محوه وَيُثْبِتُ ما يشاء إثباته فينسخ ما يستصوب نسخه ويثبت بدله ما هو خير منه او مثله ويترك ما يقتضيه حكمته غير منسوخ. او يمحو سيآت التائب ويثبت الحسنات مكانها. او يمحو من ديوان الحفظة ما ليس بحسنة ولا سيئة وذلك لانهم مأمورون بكتب جميع ما يقول الإنسان ويفعل فاذا كان يوم الاثنين والخميس يعارض ما كتبه الحفظة بما فى اللوح المحفوظ فينفى من كتاب الحفظة ما لا جزاء له من ثواب وعقاب ويثبت ماله جزاء من أحدهما ويترك مكتوبا كما هو فان كان فى أول الديوان وآخره خير يمحو الله ما بينهما من السيئات وان لم يكن فى اوله وآخره حسنات اثبت ما فيه من السيئات واختلف هل يكتب الملك ذكر القلب فسئل سفيان بن عيينة هل يعلم الملكان الغيب فقال لا فقيل له فكيف يكتبان ما لا يقع من عمل القلب فقال لكل عمل سيما يعرف بها كالمجرم يعرف بسيماه إذا هم العبد بحسنة فاح من فيه رائحة المسك فيعلمون ذلك فيثبتونها واذاهم بسيئة واستقر عليها قلبه فاح منه ريح منتنة. وجعل النووي هذا اى كونهم يكتبون عمل القب أصح وقال الشيخ عز الدين بن عبد السلام الملك لا سبيل له الى معرفة باطن العبد فى قول أكثرهم انتهى. ويؤيده ما فى ريحان القلوب ان الذكر الخفي هو ما خفى عن الحفظة لا ما يخفض به الصوت وهو خاص به صلى الله عليه وسلم ومن له أسوة حسنة انتهى يقول الفقير يحتمل ان الإنسان الكامل لكونه حامل امانة الله ومظهر أسراره وخير البرية لا يطلع عليه الملك ويطلع على حال غيره بعلامات خفية عن البشر إلزاما وإحصاء لعمله كما قال تعالى لا يُغادِرُ صَغِيرَةً وَلا كَبِيرَةً إِلَّا أَحْصاها او يمحو ويثبت فى السعادة والشقاوة والرزق والاجل- روى- عن عمر رضى الله عنه انه كان يطوف بالبيت وهو يبكى ويقول اللهم ان كنت كتبتنى فى اهل السعادة فاثبتنى فيها وان كنت كتبتنى فى اهل الشقاوة فامحنى وأثبتني فى اهل السعادة والمغفرة لانك تمحو ما تشاء وتثبت وعندك أم الكتاب وفى الأثر ان الرجل يكون قد بقي من عمره ثلاثون سنة فيقطع رحمه فيرد الى ثلاثة ايام ويكون قد بقي من عمره ثلاثة ايام فيصل رحمه فيرد الى ثلاثين سنة قال فى التأويلات النجمية لاجل اهل المشيئة والارادة فى حركاتهم وقت معين لوقوع الفعل فيه وكذا لاهل الاذن والرضى ثم يمحو الله ما يشاء لاهل السعادة من أفاعيل اهل الشقاوة ويثبت لهم من أفاعيل اهل السعادة ويمحو ما يشاء لاهل الشقاوة من أفاعيل اهل السعادة ويثبت لهم من أفاعيل اهل الشقاوة

<<  <  ج: ص:  >  >>