فى الفروع فلا يسمى اختلافا فى الدين فالحائض والطاهر من النساء دينهما واحد وان افترق تكليفهما وقيل هذه اشارة الى الأمم المؤمنة للرسل والمعنى ان هذه جماعتكم واحدة متفقة على الايمان والتوحيد فى العبادة ولا يلائمه قوله تعالى وَأَنَا رَبُّكُمْ من غير ان يكون لى شريك فى الربوبية فَاتَّقُونِ اى فى شق العصا ومخالفة الكلمة والضمير للرسل والأمم جميعا على ان الأمر فى حق الرسل للتهييج والالهاب وفى حق الأمم للتحذير والإيجاب وفى التفسير الكبير فيه تنبيه على ان دين الجميع واحد فيما يتصل بمعرفة الله تعالى واتقاء معاصيه فَتَقَطَّعُوا أَمْرَهُمْ بَيْنَهُمْ اى جعلوا امر دينهم مع اتحاده قطعا متفرقة وأديانا مختلفة زُبُراً حال من أمرهم اى قطعا جمع زبور بمعنى الفرقة: وبالفارسية [پارها يعنى كروه كروه شدند واختلاف كردند] كُلُّ حِزْبٍ اى جماعة من أولئك المتحزبين بِما لَدَيْهِمْ من الدين الذي اختاروه فَرِحُونَ معجبون معتقدون انه الحق قال بعض الكبار كيف يفرح العبد بما لديه وليس يعلم ما سبق له فى محتوم العلم ولا ينبغى للعارفين ان يفرحوا بما دون الله من العرش الى الثرى بل العارف الصادق إذا استغرق فى بحار المعرفة فهمومه اكثر من فرحه لما يشاهد من القصور فى الإدراك قال الشيخ سعدى [عاكفان كعبه جلالش بتقصير عبادت معترفند كه ما عبدناك حق عبادتك وواصفان حليه جمالش بتحير منسوب كه ما عرفناك حق معرفتك
گر كسى وصف او ز من پرسد ... بى دل از بى نشان چهـ گويد باز
عاشقان كشتكان معشوقند ... برنيايد ز كشتكان آواز
فَذَرْهُمْ فِي غَمْرَتِهِمْ شبه ما هم فيه من الجهالة بالماء الذي يغمر القامة ويسترها لانهم مغمورون فيها لاعبون بها قال الراغب اصل الغمر ازالة اثر الشيء ومنه قيل للماء الكثير الذي يزيل اثر مسيله غمر وغامر والغمرة معظم الماء الساترة لمقرها وجعل مثلا للجهالة التي تغمر صاحبها والخطاب لرسول الله صلى الله عليه وسلم اى اتركهم يعنى الكفار المتفرقة على حالهم ولا تشغل قلبك بهم وبتفرقهم حَتَّى حِينٍ هو حين قتلهم او موتهم على الكفر او عذابهم فهو وعيد لهم بعذاب الدنيا والآخرة وتسلية لرسول الله ونهى له عن الاستعجال بعذابهم والجزع من تأخيره أَيَحْسَبُونَ أَنَّما نُمِدُّهُمْ بِهِ الهمزة لانكار الواقع واستقباحه وما موصولة اى أيظن الكفرة ان الذي نعطيهم إياه وتجعله مددا لهم مِنْ مالٍ وَبَنِينَ بيان للموصول وتخصيص البنين لشدة افتخارهم بهم نُسارِعُ به لَهُمْ فِي الْخَيْراتِ فيما فيه خيرهم وإكرامهم قال الكاشفى [يعنى كمان ميبرند كه امداد ما ايشانرا بمال وفرزند مسارعتست از ما براى ايشان در نيكويى واعمال ايشانرا استحقاق آن هست كه ما پاداش آن با ايشان نيكويى كنيم] بَلْ [نه چنين است كه مى پندارند بلكه] لا يَشْعُرُونَ [نميدانند كه اين امداد استدراجست نه مسارعت در خير] فهو عطف على مقدر أي كلا لا نفعل ذلك بل هم لا يشعرون بشىء أصلا كالبهائم لافطنة لهم ولا شعور ليتأملوا ويعرفوا ان ذلك الامداد استدراج واستجرار الى زيادة الإثم