گر شاه را خزانه نهادن بود هوس ... درويش را خزانه همين لطف دوست بس
ولو كان فى جمع حطام الدنيا منفعة لا تنفع قارون قال مالك بن دينار كنت فى سفينة مع جماعة فنبه العشار ان يخرج أحد فخرجت فقال ما اخرجك فقلت ليس معى شىء فقال اذهب فقلت فى نفسى هكذا امر الآخرة فالعلائق قيد والتجرد حضور وراحة: قال الحافظ
غلام همت آنم كه زير چرخ كبود ... ز هر چهـ رنك تعلق پذيرد آزادست
أشار بهذا البيت الى الحرية عن جميع ما سوى الله تعالى فان العالم جسما او روحا عينا او علما مما يقبل التعلق لكن لما كان الف الناس بالمحسوس اكثر خص ما تحت الفلك الأرزق بالذكر اعلم ان الاتعاظ بالموعظة القرآنية يوصل العبد الى السعادة الباقية ويخلصه من الحظوظ النفسانية- حكى- ان ابراهيم بن أدهم سر ذات يوم بمملكته ونعمته ثم نام فرأى رجلا أعطاه كتابا فاذا فيه مكتوب لا تؤثر الفاني على الباقي ولا تغتر بملكك فان الذي أنت فيه جسيم لولا انه عديم فسارع الى امر الله فانه يقول سارِعُوا إِلى مَغْفِرَةٍ مِنْ رَبِّكُمْ وَجَنَّةٍ فانتبه فزعا وقال هذا تنبيه من الله وموعظة فتاب الى الله واشتغل بالطاعة ثم فى عبارة جاءَتْكُمْ اشارة الى ان حضرة القرآن تحفة من الله تعالى جسيمة وهدية منه عظيمة وصلت إلينا فلم يبق الا القبول وقبوله الائتمار باوامره والانتهاء عن نواهيه قال بعض القراء قرأت القرآن على شيخ لى ثم رجعت لا قرأ ثانيا فانتهرنى وقال جعلت القراءة على عملا اذهب فاقرأ على غيرى فانظر ماذا يأمرك وينهاك وماذا يفهمك كذا فى الاحياء: ونعم ما قيل
نقد عمرش ز فكرت معوج ... خرج شد در رعايت مخرج
صرف كردش همه حيات سره ... در قراءات سبع وعشره
والمقصود من البيت انه يلزم بعد تحصيل قدر ما يتحصل به تصحيح الحروف ورعاية المخرج صرف باقى العمر الى الأهم وهو معرفة الله تعالى وهو متعلق القلب الذي هو اشرف من اللسان وسائر الأعضاء ومعرفة الله انما تحصل غالبا بالذكر ثم بالفكر بانكشاف حقائق الأشياء وحقائق القرآن فكما ان الله تعالى أيد النبي عليه السلام بجبريل فكذا أيد الولي بالقرآن وهو جبريل وعلم الشريعة يبقى هنا لان متعلقه على الفناء وانما يذهب الى الآخرة ثوابه بحسب العمل بالخلوص. واما علم الحقيقة فيذهب الى الآخرة لانه على البقاء وهو ازلى أبدى لا زوال له فى كل موطن ومقام كما أفاده لى حضرة شيخى وسندى قدس الله نفسه الزاكية ونفعنى وإياكم بعلومه النافعة قُلْ أَرَأَيْتُمْ أخبروني ايها المشركون ما أَنْزَلَ اللَّهُ لَكُمْ مِنْ رِزْقٍ ما استفهامية منصوبة المحل بانزل سادة مسد المفعولين لأرأيتم جعل الرزق منزلا من السماء مع ان الأرزاق انما تخرج من الأرض اما لانه مقدر فى السماء كما قال تعالى وَفِي السَّماءِ رِزْقُكُمْ ولا يخرج من الأرض الا على حسب ما قدر فيها فصار بذلك كأنه منزل منها أو لأنه انما يخرج من الأرض بأسباب متعلقة بالسماء كالمطر والشمس. والقمر فان المطر سبب الإنبات والشمس سبب النضج والقمر سبب اللون واللام للمنفعة فدلت على ان المراد منه ما حل فَجَعَلْتُمْ مِنْهُ اى جعلتم بعضه حَراماً اى حكمتم بانه حرام وَحَلالًا اى وجعلتم