للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

رجع من الحج المبرور رجع وذنبه مغفور ودعاؤه مستجاب فلذلك يستحب تلقيه بالسلام وطلب الاستغفار منه والحج المبرور مثل حج ابراهيم بن أدهم مع رفيقه الصالح الذي صحبه من بلخ فرجع من حجه زاهدا في الدنيا راغبا في الآخرة وخرج عن ملكه وماله واهله وعشيرته وبلاده واختار بلاد الغربة وقنع بالأكل من عمل يده اما من الحصاد او من نظارة البساتين قال بعضهم الحر الكريم لا ينقض العهد القديم وإذا دعتك نفسك الى نقض عهد مولاك فقل لها معاذ الله ان ربى احسن مثواى: وفي المثنوى

نقض ميثاق وشكست توبها ... موجب لعنت شود در انتها «١»

چون ترازوى تو كژ بود ودغا ... راست چون جويى ترازوى جزا «٢»

وعن بعضهم قدمت من الحج مع قوم فدعتنى نفسى الى امر سوء فسمعت هاتفا ناحية البيت يقول ويلك ألم تحج ويلك ألم تحج فعصمنى الله الى الساعة ولا شك ان بعض الأعمال يكون حجابا للمرء إذا استند اليه واعتمد عليه- حكى- ان بعض الأتراك كان يلازم مجلس شيخ الإسلام احمد النامقى الجامى قدس سره ويرى فوق قفاه نورا كالترس فاتفق له ان يحج فلما رجع زالت عنه تلك الحال فسأل الشيخ عن سببه فقال انك كنت قبل الحج صاحب تضرع ومسكنة والآن غرك حجك وأعطيت نفسك قدرا ومنزلة فلذا نزلت عن رتبتك ولم تر النور. ومما يجب على الحاج اتقاؤه المحارم وان لا يجعل نفقته من كسب حرام فان الله لا يقبل الا الطيب- وحكى- عن بعض من حج انه توفى في الطريق في رجوعه فدفنه أصحابه ونسوا الفأس في قبره فنبشوه ليأخذوا الفأس فاذا عنقه ويداه قد جمعتا في حلقة الفأس فردوا عليه التراب ثم رجعوا الى اهله فسألوهم عن حاله فقالوا صحب رجلا فاخذ ماله فكان يحج منه وفي الحديث (من حج بيت الله من كسب الحلال لم يخط خطوة الا كتب الله له بها سبعين حسنة وحط عنه سبعين خطيئة ورفع له سبعين درجة) ذكره في الخالصة وإذا أراد أن يحج بمال حلال ليس فيه شبهة فانه يستدين للحج ويقضى دينه من ماله وعن ابى القاسم الحكيم انه كان يأخذ جائزة السلطان فكان يستقرض لجميع حوائجه وما يأخذه من السلطان كان يقضى به ديونه وعن ابى يوسف قال هذا جواب أبيح في مثل هذا كذا في خزانة الفتاوى وَمِنَ النَّاسِ مَنْ يُعْجِبُكَ قَوْلُهُ اى تستحسن ظاهر قوله وتعده حسنا مقبولا فان الاعجاب استحسان الشيء والميل اليه والتعظيم له قال الراغب التعجب حيرة تعرض للانسان عند الجهل بسبب الشيء وحقيقة أعجبني كذا ظهر لى ظهورا لم اعرف سببه فِي الْحَياةِ الدُّنْيا متعلق بالقول اى يسرك ما يقوله في معنى الدنيا وحقها لان دعواه محبتك انما هو لطلب حظ من الدنيا فكلامه إذا في الدنيا لا في الآخرة او يعجبك قوله في الدنيا بحلاوته وفصاحته لا في الآخرة لما انه يظهر هناك كذبه وقبحه وَيُشْهِدُ اللَّهَ عَلى ما فِي قَلْبِهِ اى يقول الله شاهد أن ما في قلبى من المحبة والإسلام موافق لما في لسانى وَهُوَ أَلَدُّ الْخِصامِ اى أشد في العداوة والخصومة للمسلمين على ان الخصام مصدر كالقتال والجدال واضافة الألد اليه بمعنى فى. واللدد شدة الخصومة نزلت في الأخنس بن شريف الثقفي وكان حسن المنظر حلو المنطق بوالي رسول الله صلى الله تعالى عليه وسلم ويدعى الإسلام ودعوى


(١) در اواسط دفتر پنجم در بيان آنكه نقض عهد وتوبه موجب بلا بلكه باعث مسخ است إلخ
(٢) در اواسط دفتر پنجم در بيان فيما يرجى من رحمة الله تعالى معطى النعم قبل استحقاقها إلخ

<<  <  ج: ص:  >  >>