للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

كما فى المقاصد الحسنة للسخاوى. وكان عليه السلام يكتب الى العجم فقيل انهم لا يقبلون الا كتابا عليه خاتم فاتخذ لنفسه خاتما من فضة ونقش فيه محمد رسول الله وجعله فى خنصر يده اليسرى على ما رواه انس رضى الله عنه. ويقال كل كتاب لا يكون مختوما فهو مغلوب وفى تفسير الجلالين كريم اى حسن ما فيه انتهى كما قال ابن الشيخ فى أوائل سورة الشعراء كتاب كريم اى مرضى فى لفظه ومعانيه او كريم شريف لانه صدر بالبسملة كما قال بعضهم [چون مضمون نامه نام خداوند بوده پس آن نامه بزركترين وشريفترين همه نامها باشد]

اى نام تو بهترين سرآغاز ... بي نام تو نامه چون كنم باز

آرايش نامهاست نامت ... آسايش سينها كلامت

وفى التأويلات النجمية يشير الى ان الكتاب لما كان سببا لهدايتها وحصول إيمانها سمته كريما لانها بكرامته اهتدت الى حضرة الكريم قال بعضهم لاحترامها الكتاب رزقت الهداية حتى آمنت كالسحرة لما قدموا فى قولهم يا موسى اما ان تلقى وراعوا الأدب رزقوا الايمان ولما مزق كسرى كتاب رسول الله صلى الله عليه وسلم مزق الله ملكه وجازاه على كفره وعناده إِنَّهُ مِنْ سُلَيْمانَ كأنه قيل ممن هو وماذا مضمونه فقالت انه من سليمان وَإِنَّهُ اى مضمونه او المكتوب فيه بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ الباء بقاؤه والسين سناؤه والميم ملكه والالف أحديته واللامان جماله وجلاله والهاء هويته والرحمان اشارة الى رحمته لاهل العموم فى الدنيا والآخرة والرحيم اشارة الى رحمته لاهل الخصوص فى الآخرة قال بعض الكبار انها بسملة براءة فى الحقيقة ولكن لما وقع التبري من أهلها أعطيت للبهائم التي آمنت بسليمان واكتفى فى أول السورة بالباء إذ كل شىء فى الوجود الكونى لا يخلو من رحمة الله عامة او خاصة وهذه البسملة ليست بآية تامة مثل (بِسْمِ اللَّهِ مَجْراها وَمُرْساها) بخلاف ما وقع فى أوائل السور فانها آية منفردة نزلت مائة واربع عشرة مرة عدد السور [هر حرفى ازين آيت ظرفى است شراب رحيق را وهر كلمتى صدفى است دره تحقيق را هر نقطه زو كوكبى است آسمان هدايترا ونجم رجمى است مر اصحاب غوايت را] : قال المولى الجامى فى حق البسملة

نوزده حرفست كه هـژده هزار ... عالم ازو يافته فيض عميم

ان فسرة اى أَلَّا تَعْلُوا عَلَيَّ لا تتكبروا كما يفعل جبابرة الملوك: وبالفارسية [بر من بزركى مكنيد] وَأْتُونِي مُسْلِمِينَ حال كونكم مؤمنين فان الايمان لا يستلزم الإسلام والانقياد دون العكس قال قتادة وكذلك كانت الأنبياء عليهم السلام تكتب جملا لا تطيل يعنى ان هذا القدر الذي ذكره الله تعالى كان كتاب سليمان وليس الأمر فيه بالإسلام قبل اقامة الحجة على رسالته حتى يتوهم كونه استدعاء للتقليد فان إلقاء الكتاب إليها على تلك الحالة معجزة باهرة دالة على رسالة مرسلها دلالة بينة يقول الفقير يكفى فى هذا الباب حصول العلم الضروري بصدق الرسول وإلا فهي لا تستبعد كون الإلقاء المذكور بتصرف من الجن وقد كان الجن يظهرون لها بعض الخوارق ومنها صنعة العرش العظيم لها لان أمها كانت

<<  <  ج: ص:  >  >>