تصدق بجميع ما طبخ بتلك النار ومن اعطى ملحا فكأنما تصدق بجميع ما طيب بذلك الملح ومن سقى شربة من الماء حيث لا يوجد الماء فكانما احيى نفسا كما فى كشف الاسرار وقد يكون منع هذه الأشياء محظورا فى الشريعة إذا استعيرت عن اضطرار وقبيحا فى المروءة فى غير حال الضرورة وفى عين المعاني فلما منعوا من الكوثر ففى الآية الزجر عن البخل الذي هو صفة المنافقين تمت سورة الماعون يوم عيد المؤمنين
[تفسير سورة الكوثر]
ثلاث آيات مكية او مدنية بسم الله الرحمن الرحيم
إِنَّا ان جار مجرى القسم فى تأكيد الجملة أَعْطَيْناكَ بصيغة الماضي مع ان العطايا الاخروية واكثر ما يكون فى الدنيا لم تحصل بعد تحقيقا لوقوعها الْكَوْثَرَ اى الخير المفرط الكثرة من العلم والعمل وشرف الدارين فوعل من الكثرة كنوفل من النفل وجوهر من الجهر قيل لاعرابية آب ابنها من السفر بم آب ابنك قالت آب بكوثر اى بالعدد الكثير من الخير قال فى القاموس الكوثر الكثير من كل شىء وفى المفردات وقد يقال للرجل السخي كوثر ويقال تكوثر الشيء كثر كثرة متناهية وروى عنه عليه السلام انه قرأها فقال أتدرون ما لكوثر انه بهم فى الجنة وعدنيه ربى فيه خير كثيرأ حلى من العسل وأشد بياضا من اللبن وأبرد من الثلج وألين من الزبد حافتاه الزبرجد وأوانيه من فضة عدد نجوم السماء لا يظمأ من شرب منه ابدا أول وارديه فقراء المهاجرين لدنسوا الثياب الشعث الرؤوس الذين لا يزوحون المنعمات ولا تفتح لهم أبواب السدد ويموت أحدهم وحاجته تتلجلج فى صدره لو أقسم على الله لائبره وعن ابن عباس رضى الله عنهما انه فسر الكوثر بالخير الكثير فقال له سعيد بن جبير ان ناسا يقولون هو نهر فى الجنة فقال هو من الخير الكثير وعن عائشة رضى الله عنها من أراد ان يسمع خرير الكوثر فليدخل إصبعيه فى اذنيه وقال عطاء هو حوضه لكثرة وارديه وفى الحديث حوضى ما بين صنعاء الى ايلة على احدى زواياه ابو بكر وعلى الثانية عمرو على الثالثة عثمان وعلى الرابعة على فمن ابغض واحدا منهم لم يسقه الآخر فيكون الحوض فى المحشر والأظهر ان جميع نعم الله داخلة فى الكوثر ظاهرة او باطنة فمن الظاهرة خيرات الدنيا والآخرة ومن الباطنة العلوم اللدنية الحاصلة بالفيض الإلهي بغير اكتساب بواسطة القوى الظاهرة والباطنة. صاحب تأويلات فرموده كه كوثر معرفت كثرتست بوحدت وشهود وحدت در عين كثرت واين نهريست در بستان معرفت هر كه ازو سيراب شد ابد از تشنگئ جهالت ايمن است واين معنى خاصه حضرت رسالت عليه السلام وكمل اولياء امت او فَصَلِّ لِرَبِّكَ وَانْحَرْ اى وانحر له فحذف اكتفاء بما قبله والفاء لترتيب ما بعدها على ما قبلها فان إعطاءه تعالى إياه عليه السلام ما ذكر من العطية التي لم يعطها ولن يعط بها أحدا من العالين مستوجب للمأمور به اى استيجاب والنحر فى للبة كالذبح فى الحلق