الجم يوم القيامة بلجام من نار يشمل ما ذكرنا كما فى المقاصد الحسنة. وقد رأينا فى زماننا من يمنع الكتب عن المستحقين ويحبس بعض الثياب فى الصندوق الى ان يبلى ويفنى لا يلبس ولا يبيع ولا يهب ولو قلت فيه لقال انى ورثته من ابى او أمي فاحفظه تبركا فانظر الى هذا الجهل الذي لا يغنى عنه شيأ وقال بعضهم فى وجه المماثلة المطر إذا نزل بقدر الحاجة نفع وإذا جاوز حد الاعتدال ضر فكذا المال إذا كان قدر ما يندفع به الضرورة ويحصل به مقاصد الدين والدنيا كان نافعا وإذا كان زائدا على قدر الحاجة صار موجبا لارتكاب المعاصي ووسيلة للتفاخر على الأداني والأقاصي قال الله تعالى إِنَّ الْإِنْسانَ لَيَطْغى أَنْ رَآهُ اسْتَغْنى
توانگرى كشدت سوى عجب ونخوت وناز ... خوشست فقر كه دارد هزار سوز ونياز
وقال بعضهم [چون باران بنهال گل رسد لطافت وطراوت او بيفزايد و چون بخار بن گذرد حدت وشوكت او زيادت كند مال دنيا نيز چون بمصلح رسد صلاح او بيفزايد](كما فى الحديث نعم المال الصالح للرجل الصالح)[واگر بدست مفسد افتد مايه فساد وعناد او روى بازدياد نهد] كما ان العلم النافع سيف قاطع لصاحبه فى قتل الهوى والعلم الغير النافع سبب لقطع طريق صاحبه عن الحق فما احسن الاول وما أقبح الثاني وقال بعضهم [چون آب باران بزمين رسد قرار نگيرد وبلكه باطراف وجوانب روان گردد مال دنيا نيز يكجا قرار نگيرد بلكه هر روز در دست ديگرى باشد وهر شب با يكى عقد مواصلت بندد نه عهد او را وفايى ونه وفاى او را بقائي]
وسئل رسول الله صلى الله تعالى عليه وسلم عن الدنيا فقال (دنياك ما يشغلك عن ربك) أقول ان الدنيا كالامّ تربى الناس كالاولاد فمن اشتغل بالأم كالطفل عن المعلم بقي جاهلا وصار كأنه اتخذها صنما لنفسه يعبده ومن اشتغل بالمعلم عن الام صار عالما وتخلص من عبادة الهوى ووصل الى المقصود. فذم الدنيا انما هو بحسب اشتغاله عن الله تعالى لا بحسب نفسها. قيل حد الدنيا من القاف الى القاف وقال اهل التحقيق حدها فى الحقيقة من مقعر الكرسي الى تحت الثرى فما يتعلق بعالم الكون والفساد فمن حد الدنيا فالسموات والأرضون وما فيهما من عالم الكون والفساد يدخل فى حد الدنيا واما العرش والكرسي وما يتعلق بهما من الأعمال الصالحة والأرواح الطيبة والجنة وما فيها فمن حد الآخرة عصمنا الله وإياكم من التعلق بغيره أيا كان وشرفنا بالتجرد التام عن عالم الإمكان وَاللَّهُ اسم للذات الاحدية جامع لجميع الأسماء والصفات ومن ثمه توسل به بعضهم الى دخول عالم الحقيقة وقال رجل للشبلى قدس سره لم تقول الله ولا تقول لا اله الا الله فقال أخشى ان أوخذ فى وحشة الجحد يَدْعُوا الناس جميعا على لسان رسوله صلى الله تعالى عليه وسلم وعلى ألسنة ورثته الكمل الذين اتبعوه قولا وفعلا وحالا من الدار التي أولها البكاء وأوسطها العناء وآخرها الفناء إِلى دارِ السَّلامِ اى الى دار السلامة من كل مكروه وآفة وهى الجنة أولها العطاء وأوسطها الرضاء وآخرها