كما سبق المسورون به غيرهم وقال فى سورة هل اتى (وَحُلُّوا أَساوِرَ مِنْ فِضَّةٍ) قيل يجمع لهم الذهب والفضة جميعا وهو أجمل او بعضهم يحلون بالذهب وهم المقربون وبعضهم يحلون بالفضة وهم الأبرار وَلُؤْلُؤاً بالنصب عطفا على محل من أساور. واللؤلؤ الدر سمى بذلك لتلألئه ولمعانه والمعنى ويحلون لؤلؤا قال الكاشفى [چنانچهـ پادشاهان عجم] وقرىء بالجر عطفا على ذهب اى من ذهب مرصع باللؤلؤ ومن ذهب فى صفاء اللؤلؤ وذلك لانه لم يعهد الاسورة من نفس اللؤلؤ الا ان تكون بطريق النظم فى السلك وقال فى بحر العلوم عطف على ذهب فانهم يسورون بالجنسين أساور من ذهب ومن لؤلؤ وذلك على الله يسيروكم من امر من امور الآخرة يخالف امور الدنيا وهذا منها وَلِباسُهُمْ فِيها حَرِيرٌ لا كحرير الدنيا فانه لا يوجد من معناه فى الدنيا الا الاسم واللباس اسم ما يلبس: وبالفارسية [جامه و پوشش] والحرير من الثياب مارق كما فى المفردات وثوب يكون سداه ولحمته إبريسما وان كان فى الأصل الإبريسم المطبوخ كما فى القهستاني. ويحرم لبسه على الرجال دون النساء الا فى الحرب ولكن لا يصلى فيه الا ان يخاف العدو او لضرورة كحكة او جرب فى جسده او لدفع القمل ولا يلبسه وان لم يتصل بجلده وهو الصحيح وجاز ان يكون عروة القميص وزره حريرا كالعلم فى الثوب ولا بأس ان يشد خمارا اسود من الحرير على العين الرامدة والناظرة الى الثلج وان تكون التكة حريرا ورخص قدر اربع أصابع كما هى. وقيل مضمومة ولا يجمع المتفرق من الحرير. ويجوز عند الامام ان يجعل الحرير تحت رأسه وجنبه ويكره عندهما وبه أخذ اكثر المشايخ. وعلى هذا الخلاف تعليق الحرير على الجدر والأبواب ولا بأس بالجلوس على بساط الحرير والصلاة على السجادة منه وبوضع ملاءة الحرير على مهد الصبى. ويلبس الرجل فى الحرب وغيره بلا كراهة اجماعا ما سداه إبريسم ولحمته غيره سواء كان مغلوبا او غالبا او مساويا للحرير وهو الصحيح. ويلبس عكسه اى ما لحمته إبريسم وسداه غيره فى حرب فقط. وكره إلباس الصبى ذهبا او حريرا لئلا يعتاده والإثم على الملبس لان الفعل مضاف اليه. وكذا يكره كل لباس خلاف السنة والمستحب ان يكون من القطن والكتان او الصوف. وأحب الألوان البياض. ولبس الأخضر سنة. ولبس الأسود مستحب ولا بأس بالثوب الأحمر كما فى الزاهدي الكل من القهستاني وقد سبق باقى البيان فى سورة الحج وغيرها وَقالُوا اى ويقولون عند دخول الجنة حمدا لربهم على ما صنع بهم وصيغة الماضي للدلالة على التحقق:
وبالفارسية [وكويند اين جمع چون از حفره دوزخ برهند وبروضه بهشت برسند] الْحَمْدُ لِلَّهِ اى الإحاطة باوصاف الكمال لمن له تمام القدرة الَّذِي أَذْهَبَ أزال عَنَّا بدخولنا الجنة الْحَزَنَ الحزن بفتحتين والحزن بالضم والسكون واحد وهو خشونة الأرض وخشونة فى النفس لما يحصل فيه من الغم ويضاده الفرح وفى التأويلات النجمية سمى الحزن حزنا لحزونة الوقت على صاحبه وليس فى الجنة وهى جوار الحضرة حزونة وانما هى رضى واستبشار انتهى والمراد جنس الحزن سواء كان حزن الدنيا او حزن الآخرة من هم المعاش وحزن زوال النعم والجوع والعطش وقوت من الحلال وخوف السلطان ودغدغة التحاسد والتباغض وحزن الاعراض والآفات ووسوسة إبليس والسيئات