للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

ردع وزجر بعد زجر إِنَّ كِتابَ الْأَبْرارِ اى الأعمال المكتوبة لهم على ان الكتاب مصدر مضاف الى مقدر لَفِي عِلِّيِّينَ لفى ديوان جامع لجميع اعمال الأبرار فعليون علم لديوان الخير الذي دون فيه كل ما عملته الملائكة وصلحاء الثقلين منقول من جمع على على فعيل من العلو للمبالغة فيه سمى بذلك اما لانه سبب الارتفاع الى أعالي الدرجات فى الجنة واما لانه مرفوع فى السماء السابعة حيث يسكن الكروبيون تكريما له وتعظيما وروى ان الملائكة لتصعد بعمل العبد فيستقلونه فاذا انتهوا الى ما شاء الله من سلطانه أوحى إليهم انكم الحفظة على عبدى وانا الرقيب على ما فى قلبه وانه أخلص عمله فاجعلوه فى عليين فقد غفرت له وانها تصعد بعمل العبد فيزكونه فاذا انتهوا به الى ما شاء الله اوحى إليهم أنتم الحفظة على عبدى وأنا الرقيب على قلبه وانه لم يخلص فى عمله فاجعلوه فى سجين وفيه اشارة الى ان الحفظة لا يطلعون على الإخلاص والرياء الا باطلاع الله تعالى وَما أَدْراكَ ما عِلِّيُّونَ اى هو خارج عن دائرة دراية الخلق كِتابٌ مَرْقُومٌ اى هو مسطور بين الكتابة يقرأ بلا تكلف او معلم بعلامة تدل على سعادة صاحبه وفوزه بنعيم دائم وملك لا يبلى ولما كان عليون علما منقولا من الجمع حكم عليه بالمفرد وهو كتاب مرقوم وأعرب باعراب الجمع حيث جرأ ولا بفي ورفع بالخبرية لما الاستفهامية لكونه فى صورة الجمع وقيل اسم مفرد على لفظ الجمع كعشرين وأمثاله فليس له واحد يَشْهَدُهُ الملائكة الْمُقَرَّبُونَ عند الله قربة الكرامة اى يحضرونه ويحفظونه من الضياع وفى فتح الرحمن هم سبعة املاك من مقربى السماء من كل سماء ملك مقرب فيحضره ويشيعه حتى يصعد به الى ما يشاء الله ويكون هذا فى كل يوم او يشهدون بما فيه يوم القيامة على رؤوس الاشهاد وبه تبين سر ترك الظاهر بأن يقال طوبى يومئذ للمصدقين بمقابلة ويل يومئذ للمكذبين لان الاخبار بحضور الملائكة تعظيما وإجلالا يفيد ذلك مع زيادة فختم كل واحد بما يصلح سواه مكانه وقال القاشاني ما كتب من صور أعمال السعداء وهيئات نفوسهم النورانية وملكاتهم الفاضلة فى عليين وهو مقابل لسجين فى علوه وارتفاع درجته وكونه ديوان اعمال اهل الخير كما قال كتاب مرقوم اى محل شريف رقم بصور أعمالهم من جرم سماوى او عنصر انسانى يحضر ذلك المحل اهل الله الخاصة من اهل التوحيد الذاتي إِنَّ الْأَبْرارَ اى السعداء الأتقياء عن درن صفات النفوس لَفِي نَعِيمٍ ثم وصف كيفية ذلك النعيم بأمور ثلاثة أولها قوله عَلَى الْأَرائِكِ اى على الاسرة فى الحجال يعنى بر تختهاى آراسته. ولا يكاد تطلق الاريكة على السرير عندهم الا عند كونه فى الحجلة وهو بالتحريك بيت العروس يزين بالثياب والاسرة والستور يَنْظُرُونَ اى ما شاؤا مد أعينهم اليه من رغائب مناظر الجنة والى ما أولاهم الله من النعمة والكرامة يعنى مى نكرند بچيزها كه از ان شادمان وفرحناك ميكردند از صور حسنه ومنتزهات بهية. وكذا الى أعدائهم يعذبون فى النار وما تحجب الحجال أبصارهم عن الإدراك للطافتها وشفوفها اى رقتها فحذف المفعول للتعميم وقوله

<<  <  ج: ص:  >  >>