عنهم ويقيه الصوم فلا تضر بأصحابها لزوالها عنهم ولا به لان الصوم جنته وهذا تأويل حسن دافع للتعرض قال البقلى رحمه الله في تأويل الآية ليس للصورة الانسانية الا ما سعت من الأعمال الزكية عن الرياء والسمعة يؤول ثوابها إليها من درجات الجنان اما ما يتعلق بفضل الله وجوده من مشاهدته وقربته فهو للروح والروحاني الذي في تلك الصورة فانه إذا استوفى درجات الجنان التي هى جزاء اعماله الصالحة تمتع ايضا بما يجد روحه من فضل الله المتعلق بكشف حجاب جماله وايضا ليس للانسان الا ما يليق بالإنسان من الأعمال واما الفضل كالمشاهدة والقربة فهو لله يؤتيه من يشاء فاذا وصل الى مشاهدة الله وتمتع بها فليس ذلك له انما ذلك الله وان كان هو متمتعابه وقال ابن عطاء ليس للانسان من سعيه الا ما نواه ان كان سعيه لرضى الرحمن فان الله يرزقه الرضوان وان كان سعيه للثواب والعطاء والأعواض فله ذلك وقال النصرآبادي سعى الإنسان في طريق السلوك لا في طريق التحقيق فاذا تحقق يسعى به ولا يسعى هو بنفسه واما قول العارف الجامى
سالكان بي كشش دوست بجايى نرسند ... سالها كر چهـ درين راه تك وبوى كنند
فقد لا ينافيه فانه لا فائدة في السعى بدون الجذبة الالهية فالسعى منسوب الى السالك والجذبة مضافة الى الله تعالى واما المنتهى فالسعى والجذبة بالنسبة اليه كلا هما من الله تعالى إذ ليس بمتحقق من لم يكن حركاته وسكناته بالله ثم ان الطريق قد يثنى كطريق الحج من البر والبحر واما طريق الحق فمفرد اى من حيث الجمعية الوحدانية والا فالطرق الى الله بعدد أنفاس الخلائق فعند النهاية يحصل الالتقاء ولذا قال تعالى وان الى ربك المنتهى مع انه فرق بين وصول ووصول كالناظرين كل ينظر بحسب قوة نور بصره وضعفه وان كان المرئي واحدا ثم ان الله يوصل السالك بعد موته الى محل همته لانه كانه حاصل بسعيه وقد مر تحقيقه فى محله نسأل الله الوصول الى غاية المطالب بحرمة اسمه الواهب وَأَنَّ سَعْيَهُ اى سعى الإنسان وهو عمله كما في قوله تعالى ان سعيكم لشتى وهو مع خبره معطوف على ما قبله من ألا تزر إلخ على معنى ان المذكورات كلها في الصحف سَوْفَ يُرى اى يعرض عليه ويكشف له يوم القيامة في صحيفته وميزانه من أريته الشيء عرضته عليه وفيه اشارة الى ان الإنسان له مراتب في السعى وبحسب كل مرتبة يجد سعيه في الحال لا يزيد ولا ينقص وايضا فى المآل وأول مراتبه في السعى مرتبة النفس وسعيه في هذه المرتبة تزكية النفس عن المخالفات الشرعية والموافقات الطبيعية بالموافقات الشرعية والمخالفات الطبيعية إذ العلاج بضدها واثر هذا السعى ونتيجته حصول الجنات التي تجرى من تحتها الأنهار والحور والقصور والغلمان كما اخبر الكتاب العزيز في غير موضع والمرتبة الثانية والسعى فيها تصفية القلب عن صدأ الظلمات البشرية وغطاء الكدورات الطبيعية واثر هذا السعى ونتيجته ترك حب الدنيا وشهواتها ولذاتها وزخارفها ومالها وجاهها والمرتبة الثالثة والسعى فيها تحلية السر بالصفات الالهية والأخلاق الربانية واثر هذا السعى ونتيجته حصول شواهد التجليات الصفاتية والاسمائية والمرتبة الرابعة والسعى فيها تحلية الروح بالتجليات