مختلف فيها وآيها احدى عشرة بلا خلاف بسم الله الرحمن الرحيم
وَالْعادِياتِ جمع عادية وهى الجارية بسرعة من العدو وهو بالفارسية دويدن. وياؤها مقلوبة عن الواو لكسرة ما قبلها اقسم سبحانه بخيل الغزاة التي تعدو نحو العدو ضَبْحاً مصدر منصوب اما بفعله المحذوف الواقع حالا منها اى تضبح ضبحا على تأويل العاديات بالجماعة وهو صوت أنفاسها عند عدوها يعنى صوتا يسمع من أفواه الفرس وأجوافها إذا عدون وهو صوت غير الصهيل والحمحمة وهى صوت البرذون عند الشعير أو بالعاديات فان العدو مستلزم للضبح كأنه قيل والضابحات ضبحا أو حال على أنه مصدر بمعنى الفاعل اى ضابحات فَالْمُورِياتِ قَدْحاً الإيراء إخراج النار والقدح الضرب فان الخيل يضربن بحوافرهن وسنابكهن الحجارة فيخرجن منها نارا يقال قدح الزند فاورى وقدح فاصلد اى صوت ولم يور فالقدح يتقدم على الإيراء بخلاف الضبح حيث يتأخر ويتسبب عن العدو والمعنى تورى النار من حوافرها إذا سارت فى الأرض ذات الحجارة فالقدح استعارة لضرب الحجارة بحوافرها وانتصاب قدحا كانتصاب ضبحا على الوجوه الثلاثة اى تقدح قدحا او فالقادحات قدحا او قادحات فَالْمُغِيراتِ يقال أغار على القوم غارة وإغارة دفع عليهم الخليل وأغار الفرس اشتد عدوه فى الغارة وغيرها أسند الاغارة التي هى مباغتة العدو للنهب والقتل واسر الى الخليل وهى حال أهلها إيذانا بانها العمدة فى اغارتهم صُبْحاً نصب على الظرفية اى فى وقت الصبح وهو المعتاد فى الغارات يعدون ليلا لئلا يشعر بهم العدو ويهجمون عليهم صباحا على حين غفلة ليروا ما يأتون وما يذرون ومنه قولهم عند خوف الغارة يا صباحاه اى يا قوم احذروا من شر توجه إلينا صباحا فَأَثَرْنَ بِهِ عطف على الفعل الذي دل عليه اسم الفاعل إذا المعنى واللاتي عدون فاورين فاغرن فأثرن به اى فهيجن فى ذلك الوقت وأصله اثورن من الثور وهو الهيجان نقلت حركة الواو الى الثاء قبلها وقبلت الواو الفا فصار اثارن فحذفت الالف لاجتماع الساكنين فبقى اثرن بوزن افلن ويجوز ان يجعل الضمير لفعل الاغارة فالباء للسببية او للملابسة نَقْعاً اى غبارا وبالفارسية پس در ان وقت گرد انگيختند من نقع الصوت إذا ارتفع فالغبار سمى نقعا لارتفاعه او هو من النقع فى الماء فكان صاحب الغبار خاض فيه كما يخوض الرجل فى الماء وتخصيص اثارته بالصبح لأنه لا يثور ولا يظهر ثورانه بالليل وبهذا يظهر أن الإيراء الذي لا يظهر فى النهار واقع فى الليل ولله در شأن التنزيل قال سعدى المفتى واثارة النقع لأنهم يكونون حال الاغارة مختلفين يمينا وشمالا واماما وخلفا بحسب الكر والفر فى المجاولة اثر المدبر الهارب والمصاولة مع المقبل المحارب فيشأ الغبار الكثير فَوَسَطْنَ بِهِ اى توسطن فى ذلك الوقت فوسط بمعنى توسط والباء ظرفية والتوسط در ميان چيزى شدن او توسطن ملتبسات بالنقع فالباء للملابسة جَمْعاً من جموع الأعداء اى دخلن فى وسطهم