انفتاح ابوابها محفوفون به وَإِنْ تَنْتَهُوا اى عن غير الله فى طلب الله فهو خير لكم مما سواه وَإِنْ تَعُودُوا الى الدنيا وطلب لذاتها وشهواتها وزخارفها والى ما سوى الله تعالى نَعُدْ الى خذلانكم الى أنفسكم وهواها ودواعيها وغلبات صفاتها وَلَنْ تُغْنِيَ عَنْكُمْ فِئَتُكُمْ شَيْئاً اى تقوم لكم الدنيا والآخرة وما فيهما مقام شىء من مواهب الله والطافه ولو كثرت يعنى وان كثرت نعم الله من الدنيوية والاخروية فلا توازى شيأ مما أنعم الله على اهل الله وخاصته وان الله بأصناف الطافه مع المؤمنين بهذه المقامات وطالبيها ليبلغهم إليها بفضله ورحمته لا بحولهم وقوتهم كذا فى التأويلات النجمية يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا أَطِيعُوا اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَلا تَوَلَّوْا بحذف احدى التاءين اى لا تتولوا والتولي الاعراض. وبالفارسية [روى بگردانيدن] عَنْهُ اى عن الرسول ولم يقل عنهما لان طاعة الله انما تكون بطاعة رسوله وَأَنْتُمْ تَسْمَعُونَ اى والحال انكم تسمعون القرآن الناطق بوجوب طاعته والمواعظ الزاجرة عن مخالفته سماع فهم وتصديق وَلا تَكُونُوا بمخالفة الأمر والنهى كَالَّذِينَ قالُوا سَمِعْنا على جهة القبول وَهُمْ لا يَسْمَعُونَ للقبول وانما سمعوا به للرد والاعراض عنه كالكفار الذين قالوا سمعنا وعصينا وكالمنافقين الذين يدعون السماع والقبول بألسنتهم ويضمرون الكفر والتكذيب: قال فى المثنوى
نبست را چهـ خوانده چهـ نا خوانده ... هست پاى او بكل درمانده
كر سرش جنبد بسير باد رو ... تو بسر جنبانيش غره مشو
آن سرش كويد سمعنا اى صبا ... پاى او كويد عصينا خلنا
إِنَّ شَرَّ الدَّوَابِّ اى شر ما يدب على الأرض فلفظ الدابة محمول على معناه اللغوي او شر البهائم فهو محمول على معناه العرفي والبهيمة كل ذات اربع من حيوانات البر والبحر عِنْدَ اللَّهِ اى فى حكم قضائه الصُّمُّ الذين لا يسمعون الحق الْبُكْمُ الذين لا ينطقون به الَّذِينَ لا يَعْقِلُونَ الحق عدهم من البهائم ثم جعلهم شرها لابطالهم ما ميزوا به وفضلوا لاجله. وانما وصفهم بعدم العقل لان الأصم الأبكم إذا كان له عقل ربما يفهم بعض الأمور ويفهمه غيره بالاشارة ويهتدى بذلك الى بعض مطالبه. واما إذا كان فاقدا للعقل ايضا فهو الغاية فى الشرية وسوء الحال: قال السعدي
بهائم خموشند وكويا بشر ... پراكنده كوى از بهائم بتر
وَلَوْ عَلِمَ اللَّهُ فِيهِمْ خَيْراً شيأ من جنس الخير الذي من جملته صرف قواهم الى تحرى الحق واتباع الهدى لَأَسْمَعَهُمْ سماع تفهم وتدبر ولو قفوا على حقيقة الرسول وأطاعوه وآمنوا به ولكن لم يعلم فيهم شيأ من ذلك لخلوهم عنه بالمرة فلم يسمعهم لذلك لخلوه عن الفائدة وخروجه عن الحكمة قال ابن الشيخ عبر عن عدم استقرار الخير فيهم بعدم علم الله تعالى بوجوده فيهم لان كل ما وقع واستقر يجب ان يعلم الله تعالى بحصوله ووجوده فعدم علم الله تعالى بوجود الشيء من لوازم عدمه فى نفسه فعبر باللازم عن الملزوم فقيل لَوْ عَلِمَ اللَّهُ فِيهِمْ خَيْراً لَأَسْمَعَهُمْ مقام ان يقال لو كان فيهم خيرا لأسمعهم لكونه ابلغ فى الدلالة على انعدام الخير فيهم