للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

ويذل ويفعل ما يشاء وفى صدر اللوح لا اله الا الله وحده ودينه الإسلام ومحمد عبده ورسوله فمن آمن به وصدق وعده واتبع رسله أخله الجنة وفى التأويلات النجمية بل المتلو المقروء على الكفار والمنافقين قرآن عظيم مجيد شريف مثبوت فى لوح القلب المحمدي وفى الواح قلوب ورثته الأولياء العارفين المحبين العاشقين محفوظ من تحريف أيدي النفس الكافرة والهوى الماكر وسائر القوى البشرية السارية فى أقطار الوجود الإنساني وقد قال تعالى وانا له لحافظون اى فى صدور الحفاظ وقلوب المؤمنين تمت سورة البروج بعون الله الذي اليه الرجوع والعروج وقت عصر الأحد السادس من شهر مولد النبي عليه السلام من سنة سبع عشرة ومائة وألف

[تفسير سورة الطارق]

سبع عشرة اوست عشرة آية مكية بسم الله الرحمن الرحيم

وَالسَّماءِ وَالطَّارِقِ الطارق فى الأصل اسم فاعل من طرق طرقا وطروقا إذا جاء ليلا قال الماوردي واصل الطرق الدق ومنه سميت المطرقة لانه يطرق بها الحديد وسمى الطريق طريقا لانه يضرب بالرجل وسمى قاصد الليل طارقا لاحتياجه الى طرق الباب غالبا حيث ان الأبواب مغلقة فى الليل ثم اتسع فى كل ما ظهر بالليل كائنا ما كان ثم اتسع فى التوسع حتى اطلق على الصور الخيالية البادية بالليل والمراد هنا الكوكب البادي بالليل قال الراغب عبر عن النجم بالطارق لاختصاص ظهوره بالليل قالت هند بنت عتبة يوم أحد نحن بنات طارق. نمشى على النمارق اى أبونا كالنجم شرفا وعلوا وقال الشاعر

يا راقد الليل مسرورا بأوله ... ان الحوادث قد يطرقن اسحارا

لا تفرحن بليل طاب اوله ... فرب آخر ليل أجج النار

قال سهل رحمه الله وما طرق على قلب محمد من زوآئد البيان والانعام وفى التأويلات النجمية يشير الى سماء القلب وطروق كواكب الواردات القلبية والإلهامات الغيبية العظيمة الشأن القوية البرهان ولفخامة امره وشهامة قدره عقبه بقوله وَما أَدْراكَ مَا الطَّارِقُ اى اى شىء أعلمك بالطارق فانه لا يناله ادراك الخلق الا بالتلقى من الخلاق العليم كأنه قبل ما هو فقيل هو النَّجْمُ الثَّاقِبُ النجم الكوكب الطالع والثقب بالفارسية سوراخ كردن والثقوب والثقابة افروخته شدن آتش. يقال ثقبه ثقبا جعل فيه منفذا ومسلكا ونفذ فيه وثقبت النار تثقب ثقويا اتقدت واشتعلت وثقب النجم أضاء وشهاب ثاقب اى مضيئ وعبر عن الطارق اولا بوصف عام ثم فسره بما يخصه تفخيما لشأنه والمعنى النجم المضيء فى الغاية يعنى ستاره رخشنده وفروزان چون شعله آتش. لانه يثقب بنوره واضاءته ما يقع عليه من الظلام او الافلاك وينفذ فيها والمراد الجنس وهو قول

<<  <  ج: ص:  >  >>