أهلها وَالرَّسُولَ يترك السنة والقيام بالبدعة وَتَخُونُوا أَماناتِكُمْ فالامانة هى محبة الله وخيانتها تبديلها بمحبة المخلوقات يشير الى ان ارباب القلوب واصحاب السلوك إذا بلغوا الى أعلى مراتب الطاعات والقربات ثم التفتوا الى شىء من الدنيا وزينتها وخانوا الله بنوع من التصنع وخانوا الرسول بالتبدع وترك التتبع بتعدي الخيانة وآفاتها الى الامانة التي هى المحبة فتسلب منهم بالتدريج فيكون لهم ركونهم الى الدنيا وسكونهم الى جمع الأموال حرصا على الأولاد وَأَنْتُمْ تَعْلَمُونَ انكم تبيعون الدين بالدنيا والمولى بالأولى وَاعْلَمُوا أَنَّما أَمْوالُكُمْ وَأَوْلادُكُمْ
التي تعرضون عن الله لها فِتْنَةٌ
يختبركم الله بها لكى يتميز الموافق من المنافق والصديق من الزنديق فمن اعرض عن الدنيا وما فيها صدق فى طلب المولى وَأَنَّ اللَّهَ عِنْدَهُ أَجْرٌ عَظِيمٌ
فمن ترك ما عنده فى طلب ما عند الله يجده عنده او ان الله عنده اجر عظيم والعظيم هو الله فى الحقيقة فيجد الله تعالى كذا فى التأويلات النجمية يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِنْ تَتَّقُوا اللَّهَ اى فى كل ما تأتون وتذرون يَجْعَلْ لَكُمْ بسبب ذلك فُرْقاناً هداية فى قلوبكم تفرقون بها بين الحق والباطل او نصرا يفرق بين المحق والمبطل بإعزاز المؤمنين وإذلال الكافرين كما قال تعالى يَوْمَ الْفُرْقانِ يَوْمَ الْتَقَى الْجَمْعانِ وأراد به يوم عز المؤمنين وخذلان الكافرين وَيُكَفِّرْ عَنْكُمْ سَيِّئاتِكُمْ اى يسترها والفرق بين السيئة والخطيئة ان السيئة قد تقال فيما يقصد بالذات والخطيئة تغلب فيما يقصد بالعرض لانها من الخطأ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذنوبكم بالعفو والتجاوز عنها وَاللَّهُ ذُو الْفَضْلِ الْعَظِيمِ اى عظيم الفضل على عباده وهو تعليل لما قبله وتنبيه على ان وعد الله لهم على التقوى تفضل واحسان لا انه مما توجب التقوى كما إذا وعد السيد عبده انعاما على عمل وفى الآية امور. الاول التقوى وهو فى مرتبة الشريعة ما أشير اليه بقوله تعالى فَاتَّقُوا اللَّهَ مَا اسْتَطَعْتُمْ وفى مرتبة الحقيقة ما أشير اليه بقوله تعالى اتَّقُوا اللَّهَ حَقَّ تُقاتِهِ [متقى آنست كه حق سبحانه وتعالى را وقايه خود كرفته باشد در ذات وصفات وافعال فعل او در افعال حق فانى شاه باشد وصفت او در صفات حق مستهلك كشته]
كم شده چون سايه نور آفتاب ... يا چوبوى كل در اجزاى كلاب
قال ابن المبارك سألت النوري من الناس فقال العلماء قلت من الاشراف قال المتقون قلت من الملوك قال الزهاد قلت من الغوغاء قال القصاص الذين يستأكلون اموال الناس بالكلام قلت من السفلة قال الظلمة. الثاني ان التقوى أسندت الى المخاطبين وجعل الفرقان الى الله تعالى فالله تعالى إذا أراد بالعبد خيرا اصطفاه لنفسه وجعل فى قلبه سراجا من نور قدسه يفرق به بين الحق والباطل والوجود والعدم والحدوث والقدم ويتبصر به عيوب نفسه كما حكى عن احمد بن عبد الله المقدسي قال صحبت ابراهيم بن أدهم فسألته عن بداية امره وما كان سبب انتقاله من الملك الفاني الى الملك الباقي فقال لى يا أخي كنت جالسا يوما فى أعلى قصر ملكى والخواص قيام على رأسى فاشرفت من الطاق فرأيت رجلا من الفقراء جالسا بفناء القصر وبيده رغيف يابس فبله بالماء وأكله بالملح الجريش وانا انظر اليه الى ان فرغ من أكله ثم شرب شيأ من الماء وحمد الله تعالى واثنى عليه ونام فى فناء القصر فالهمنى الله سبحانه وتعالى