جنية فاعرف قالَتْ كررت حكاية قولها للايذان بغاية اعتنائها بما فى حيزه من قولها يا أَيُّهَا الْمَلَأُ أَفْتُونِي فِي أَمْرِي اجيبونى فى الذي ذكرت لكم واذكروا ما تستصوبون فيه: وبالفارسية [فتوى دهيد مرا در كار من وآنچهـ صلاح وصواب باشد با من بگوييد] وعبرت عن الجواب بالفتوى الذي هو الجواب فى الحوادث المشكلة غالبا اشعارا بانهم قادرون على حل المشكلات النازلة قال بعضهم الفتوى من الفتى وهو الشاب القوى وسميت الفتوى لان المفتى اى المجيب الحاكم بما هو صواب يقوى السائل فى جواب الحادثة ما كُنْتُ قاطِعَةً أَمْراً فاصلة ومنفذة امرا من الأمور حَتَّى تَشْهَدُونِ تحضروني اى لا اقطع امرا الا بمحضركم وبموجب آرائكم: وبالفارسية [تا شما نزد من حاضر كرديد يعنى بى حضور ومشورت شما كارى نميكنيم] وهو استمالة لقلوبهم لئلا يخالفوها فى الرأى والتدبير وفيه اشارة الى ان المرء لا ينبغى ان يكون مستبدا برأيه ويكون مشاورا فى جميع ما سنح له من الأمور لا سيما الملوك يجب ان يكون لهم قوم من اهل الرأى والبصيرة فلا يقطعون امرا الا بمشاورتهم
مشورت رهبر صواب آمد ... در همه كار مشورت بايد
كار آنكس كه مشورت نكند ... غايتش غالبا خطا آيد
قالُوا كأنه قيل فماذا قالوا فى جوابها فقيل قالوا نَحْنُ أُولُوا قُوَّةٍ ذووا قوة فى الآلات والأجساد والعدد وَأُولُوا بَأْسٍ شَدِيدٍ اى نجدة وشجاعة فى الحرب وهذا تعريض منهم بالقتال ان امرتهم بذلك وَالْأَمْرُ مفوض إِلَيْكِ فَانْظُرِي [پس در نكر وببين] ماذا تَأْمُرِينَ تشيرين علينا قال الكاشفى [تا چهـ ميفرمايى از مقاتله ومصالحه
اگر جنك خواهى بنزد آوريم ... دل دشمنانرا بدرد آوريم
وفيه اشارة الى ان شرط أهلي المشاورة ان لا يحكموا على الرئيس المستشير بشىء بل يخيرونه فيما أراد من الرأى الصائب فلعله اعلم بصلاح حاله منهم
خلاف رأى سلطان رأى جستن ... بخون خويش باشد دست شستن
فلما احست بلقيس منهم الميل الى الحرب والعدول عن سنن الصواب بادعائهم القوى الذاتية والعرضية شرعت فى تزييف مقالتهم المنبئة عن الغفلة عن شأن سليمان قال الكاشفى [بلقيس كفت ما را مصلحت جنك نيست چهـ كار حرب در روى دارد اگر ايشان غالب آيند ديار واموال ما عرضه تلف شود] كما قال تعالى قالَتْ إِنَّ الْمُلُوكَ إِذا دَخَلُوا قَرْيَةً من القرى ومدينة من المدن على منهاج المقاتلة والحرب أَفْسَدُوها بتخريب عمارتها وإتلاف ما فيها من الأموال وَجَعَلُوا أَعِزَّةَ أَهْلِها جمع عزيز بمعنى القاهر الغالب والشريف العظيم من العزة وهى حالة مانعة للانسان من ان يغلب أَذِلَّةً جميع ذليل: وبالفارسية [خوار وبيمقدار] اى بالقتل والاسر والاجلاء وغير ذلك من فنون الاهانة والاذلال وَكَذلِكَ يَفْعَلُونَ [وهمچنين ميكنند] وهو تأكيد لما قبله وتقرير بان ذلك من عادتهم المستمرة