للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وأيان خبره بتقدير المضاف إذ لا يخبر بالزمان عن الحدث والتقدير متى وقت ارسائها كان المشركون يسمعون اخبار القيامة ولو صافها الهائلة مثل انها طامة كبرى وصاخة وقارعة فيقولون على سبيل الاستهزاء أيان مرساها فِيمَ أَنْتَ مِنْ ذِكْراها رد وانكار لسؤال المشركين عنها واصل فيم فيما كما ان اصل عم عما وقد سبق والذكرى بمعنى الذكر كالبشرى بمعنى البشارة اى فى اى شىء أنت من ان تذكر لهم وقتها وتعلمهم به حتى يسألونك بيانها كقوله تعالى يسألونك كأنك حفى عنها اى ما أنت من ذكرها لهم وتبيين وقتها فى شىء لان ذلك فرع علمك به وأنى لك ذلك وهو مما استأثر بعلمه علام الغيوب فقوله من ذكراها فيه مضاف وصلته محذوفة وهى لهم والاستفهام للانكار وأنت مبتدأ وفيم خبره قدم عليه ومن ذكراها متعلق بما تعلق به الخبر إِلى رَبِّكَ مُنْتَهاها اى انتهاء علمها ليس لاحد منه شىء ما كائنا من كان فلاى شىء يسألونك عنها. عائشه رضى الله عنها فرموده كه حضرت رسول عليه السلام ميخواست كه وقت آن از خدا بپرسد حق تعالى فرمود تو از دانستن قيامت بر چهـ چيزى يعنى علم آن حق تو نيست زنهار تا نپرسى به پروردگار تست منتهاى علم قيامت يعنى كس را خبر ندهد چهـ اطلاع بر ان خاصه حضرت پروردگارست. قال القاشاني اى فى اى شىء أنت من علمها وذكرها وانما الى ربك ينتهى علمها فان من عرف القيامة هو الذي انمحى علمه اولا بعلمه تعالى ثم فنيت ذاته فى ذاته فكيف يعلمها ولا علم له ولا ذات فأين أنت وغيرك من علمها بل لا يعلمها الا الله وحده إِنَّما أَنْتَ مُنْذِرُ مَنْ يَخْشاها اى وظيفتك الامتثال بما أمرت به منى بيان اقترابها وتفصيل ما فيها من فنون الأهوال لا تعيين وقتها الذي لم يفوض إليك فما لهم يسألونك عما ليس من وظائفك بيانه اى ما أنت الا منذر لا يعلم فهو من قصر الموصوف على الصفة او ما أنت منذر الا من يخشاها فهو من قصر الصفة على الموصوف وتخصيص من يخشى مع انه مبعوث الى من يخشى ومن لا يخشى لانهم هم المنتفعون به اى لا يؤثر الانذار الا فيهم كقوله فذكر بالقرءان من يخاف وعيد والجمهور على ان قوله منذر من يخشاها من اضافة الصفة الى معمولها للتخفيف على الأصل لان الأصل فى الأسماء الاضافة والعمل فيها انما هو بالشبه ومن قرأها بالتنوين اعتبر أن الأصل فيها الأعمال والاضافة فيها انما هى للتخفيف كَأَنَّهُمْ اى المنكرين وبالفارسية كوييا كفار مكه يَوْمَ يَرَوْنَها روزى كه بينند قيامت را كه از آمدن آن همى پرسند لَمْ يَلْبَثُوا إِلَّا عَشِيَّةً أَوْ ضُحاها الضحى اسم لما بين اشراق الشمس الى استواء النهار ثم هى عشى الى الغداة كما فى كشف الاسرار والجملة حال من الموصول فانه على تقدير الاضافة وعدمها مفعول لمنذر كأنه قيل تنذرهم مشبهين يوم يرونها اى فى الاعتقاد بمن لم يلبث بعد الانذار بها الا تلك المدة اليسيرة اى عشية يوم واحد او ضحاه اى آخر يوم او اوله لا يوما كاملا على ان التنوين عوض عن المضاف اليه فلما ترك اليوم أضيف ضحاه الى عشيته والضحى والعشية لما كانا من يوم واحد تحققت بينهما ملابسة مصححة لاضافة أحدهما الى الآخر فلذلك أضيف الضحى الى العشية فان قيل لم لم يقل الاعشية او ضحى وما فائدة الاضافة قلنا لو قيل لم يلبثوا

<<  <  ج: ص:  >  >>