للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

ذليلا بعيدا محروما من إصابة ما التمسه من العيب والخلل كأنه يطرد عن ذلك طرد بالصغار والذلة فقوله ينقلب مجزوم على انه جواب الأمر وخاسئا حال من البصر وهو مع انه اسم فاعل من خسأ بمعنى تباعد وهرب ففيه معنى الصغار والذلة فاذا قيل خسأ الكلب خسوءا فمعناه تباعد من هو انه وخوفه كأنى زجر وطرد عن مكانه الاول بالصغار وخسأ يحيى متعديا ايضا يقال خسأت الكلب فخسأ اى باعدته وطردته وزجرته مستهينا به فانزجر وذلك إذا قيل له اخسأ قال الراغب ومنه خسأ البصر أي انقبض من مهانة وفى القاموس الخاسئ من الكلاب والخنازير المبعد لا يترك أن يدنو من الناس ولا يكون خاسئا فى الآية من المتعدى الا بأن يكون بمعنى المفعول اى مبعدا وَهُوَ حَسِيرٌ اى كليل وبالغ غاية الاعياء لطول المعاودة وكثرة المراجعة وهو فعيل بمعنى الفاعل من الحسور الذي هو الاعياء كما فى تاج المصادر الحسور رنجه شدن وكند شدن چشم از مسافت دور. وقال الراغب يقال للمعيى حاسر ومحسور أما الحاسر فتصور انه قد حسر بنفسه قواه واما المحسور فتصور ان التعب قد حسره وقوله تعالى وهو حسير يصح أن يكون بمعنى حاسر وبمعنى محسور انتهى والجملة حال من البصر او من الضمير المستتر فى خاسئا فيكون من قبيل الأحوال المتداخلة قال بعضهم فاذا كان الحال هذا فى بعض المصنوع فكيف عند طلب العلم بالصانع فى كماله وجلاله وجماله فكيف بمن يتفوه بالحلول والاتحاد حسبه جهنم وبئس المهاد

سبحانه من تحير فى ذاته سواه ... فهم خرد بكنه كمالش نبرد راه

عمرى خرد چو چشمه ها چشمها كشاد ... تا بر كمال كنه اله افكند نكاه

ليكن كشيد عاقبتش در دو ديده ميل ... شكل الف كه حرف نخستست از اله

وفى التأويلات النجمية فارجع بصرك الظاهر من ظواهر الأشياء الى بصرك الباطن ومن بصرك الباطن الى بواطن الأشياء يعنى انظر باتحاد بصرك وبصيرتك الى ظواهر الأشياء وبواطنها هل ترى من شقوق الخلاف بحسب استعداد كل واحد من الموجودات لاعطائه كل ذى حق حقه ثم ارجع البصر كرتين ينقلب إليك البصر خاسئا وهو حسير مبعد عن رؤية الخلل ومطالعة الزلل كما قال الامام حجة الإسلام قدس سره فى بعض كلماته ليس فى الإمكان أبدع من هذا الوجود لانه لو كان ولم يظهر لكان بخلا وهو جواد ولكان عجزا وهو قادر كما قال تعالى الذي أعطى كل شىء خلقه ثم هدى وقال بعضهم انما لم يكن فى الإمكان أبدع مما كان اى اظهر من هذا العالم لانه ما ثم الا رتبتان الحق فى المرتبة الاولى وهو القدم والعالم فى الثانية وهو الإمكان والحدوث فلو خلق ما خلق الى ما لا يتناهى فلا يزال فى المرتبة الثانية الامكانية وَلَقَدْ زَيَّنَّا السَّماءَ الدُّنْيا بيان لكون خلق السموات فى غاية الحسن وإليها اثر بيان خلوها عن شائبة القصور وتصدير الجملة بالقسم لابراز كمال الاعتناء بمضمونها اى وبالله لقد زينا اقرب السموات الى الأرض والناس وجملناها فالزين والتزيين بالفارسية آراستن. وهو ضد الشين بالفارسية معيوب كردن. والدنيا

<<  <  ج: ص:  >  >>