ما فوض الى الرسل انما هو تبليغ الرسالة وتبيين طريق الحق واما الهداية والإرشاد اليه فذلك بيد الله يفعل ما يشاء ويحكم ما يريد وفى التأويلات النجمية وَما أَرْسَلْنا مِنْ رَسُولٍ إِلَّا بِلِسانِ قَوْمِهِ اى ليتكلم معهم بلسان عقولهم لِيُبَيِّنَ لَهُمْ الطريق الى الله وطريق الخروج من ظلمات انانيتهم الى نور هويته فَيُضِلُّ اللَّهُ مَنْ يَشاءُ فى انانيته وَيَهْدِي مَنْ يَشاءُ بالخروج الى هويته وَهُوَ الْعَزِيزُ اى هو أعز من ان يهدى كل واحد الى هويته الْحَكِيمُ بان يهدى من هو المستحق للهداية اليه فمن هذا تحقق انه تعالى هو الذي يخرجهم من الظلمات الى النور لا غيره انتهى فعلى العاقل ان يصرف اختياره فى طريق الحق ويجتهد فى الخروج من بوادي الانانية فقد بين الله الطريق وارشد الى الأسباب فلم يبق الا الدخول والانتساب قال بعض الكبار النظر الصحيح يؤدى الى معرفة الحق وذلك بالانتقال من معلوم الى معلوم الى ان ينتهى الى الحق لكن طريق التصور والفكر واهله لا يتخلص من الانانية والاثنينية واما المكاشفة فليس فيها الانتقال المذكور وطريقها الذكر ألا ترى الى قوله تعالى الَّذِينَ يَذْكُرُونَ اللَّهَ قِياماً وَقُعُوداً وَعَلى جُنُوبِهِمْ وَيَتَفَكَّرُونَ فِي خَلْقِ السَّماواتِ وَالْأَرْضِ كيف قدم الذكر على الفكر فالطريقة الاولى طريقة الإشراقيين والثانية طريقة الصوفية المحققين قال الامام الغزالي كرم الله وجهه من عرف الله بالجسم فهو كافر ومن عرف الله بالطبيعة فهو ملحد ومن عرف الله بالنفس فهو زنديق ومن عرف الله بالعقل فهو حكيم ومن عرف الله بالقلب فهو صديق ومن عرف الله بالسر فهو موقن ومن عرف الله بالروح فهو عارف ومن عرف الله بالخفي فهو مفرد ومن عرف الله بالله فهو موحد اى بالتوحيد الحقيقي
طالب توحيد را بايد قدم بر «لا» زدن ... بعد زان در عالم وحدت دم «الا» زدن
رنك وبويى از حقيقت كر بدست آورده ... چون كل صد برك بايد خيمه بر صحرا زدن
وانما منع الأغيار من شهود الآثار غيرة من الله العزيز القهار
معشوق عيان ميكذرد بر تو وليكن ... اغيار همى بيند از آن بسته نقابست
ومعنى الوحدة الحاصلة بالتوحيد زوال الوجود المجازى الموهم للاثنينية وظهور الوجود الحقيقي على ما كان عليه
هر موج ازين محيط انا البحر ميزند ... كر صد هزار دست بر آيد دعا يكيست
حققنا الله وإياكم بحقائق التوحيد ووصلنا وإياكم الى سر التجريد والتفريد وجعلنا من المهديين الهادين والى طريق الحق داعين وَلَقَدْ أَرْسَلْنا مُوسى ملتبسا بِآياتِنا يعنى اليد والعصا وسائر معجزاته الدالة على صحة نبوته أَنْ مفسرة لمفعول مقدر للفظ دال على معنى القول مؤد معناه اى أرسلناه بامر هو أَخْرِجْ قَوْمَكَ مِنَ الظُّلُماتِ من انواع الضلال التي كلها ظلمات محض كالكفر والجهالة والشبهة ونحوها إِلَى النُّورِ الى الهدى كالايمان والعلم واليقين وغيرها وقال المولى ابو السعود رحمه الله الآيات معجزاته التي أظهرها لبنى إسرائيل والمراد إخراجهم بعد مهلك فرعون من الكفر والجهالات التي ادتهم الى ان يقولوا يا موسى اجعل لنا الها كما لهم آلهة الى الايمان بالله وتوحيده وسائر ما أمروا به