موصوف بلغة ولسان ثم انه عليه السلام اداه بلسانه العربي المبين من غير ان انزل كذلك وهذا فاسد مخالف للنص والإجماع ولو كان الأمر كما قالوا لم يبق الفرق بين القرآن وبين الحديث القدسي وفى الآية تشريف للغة العرب على غيرها حيث انزل القرآن بها لا بغيرها وقد سماها مبينا ولذلك اختار هذه اللغة لاهل الجنة واختار لغة العجم لاهل النار قال سفيان بلغنا ان الناس يتكلمون يوم القيامة قبل ان يدخلوا الجنة بالسريانية فاذا دخلوا الجنة تكلموا بالعربية فان قلت كيف يكون القرآن عربيا مبينا مع ما فيه من سائر اللغات ايضا على ما قالوا كالفارسية.
(وهو السجيل) بمعنى سنك وكل. والرومية وهو قوله تعالى (فَصُرْهُنَّ إِلَيْكَ) اى اقطعهن.
والارمنية وهو (فِي جِيدِها) والسريانية (وهو وَلاتَ حِينَ مَناصٍ) بمعنى ليس حين فرار. والحبشية وهو (كِفْلَيْنِ) بمعنى ضعفين قلت لما كانت العرب يستعملون هذه اللغات ويعرفونها فيما بينهم صارت بمنزلة العربية قال الفقيه ابو الليث رحمه الله اعلم بان العربية لها فضل على سائر الالسنة فمن تعلمها او علم غيره فهو مأجور لان الله تعالى انزل القرآن بلغة العرب وعن عمر بن الخطاب رضى الله عنه من تعلم الفارسية خب ومن خب ذهبت عنه مروءته يعنى لو اقتصر على لسان الفارسية ولم يتعلم العربية فانه يكون أعجميا عند من يتكلم بالعربية فذهبت مروءته ولو تكلم بغير العربية فانه يجوز ولا اثم عليه فى ذلك وقد روى عن رسول الله صلى الله عليه وسلم انه تكلم بالفارسية انتهى باجمال يقول الفقير الفارسية شعبة من لسان العجم المقابل للسان العرب ولها فضل على سائر لغات العجم وكذا ورد فى الحديث الصحيح (لسان اهل الجنة العربية والفارسية الدرية) بتشديد الراء كما فى الكرماني وغيره ذكره صاحب الكافي والقهستاني وابن الكمال وغيرهم وصححوه واما قوله عليه السلام (أحب العرب لثلاث لأنى عربى والقرآن عربى ولسان اهل الجنة فى الجنة عربى) فالتخصيص فيه لا ينافى ما عداه وكذا لا ينافى كون لسان العجم مطلقا لسان اهل النار كون الفارسية منه لسان اهل الجنة وقد تكلم بها فى الدنيا كثير من العارفين: وفى المثنوى
فارسى كو كرچهـ تازى خوشترست ... عشق را خود صد زبان ديكرست «١»
وهو ترغيب فى تحصيل الفارسية بعد تحصيل العربية ولهذا المقام مزيد تفصيل ذكرناه فى كتابنا الموسوم بتمام الفيض وَإِنَّهُ اى وان ذكر القرآن لا عينه لَفِي زُبُرِ الْأَوَّلِينَ واحدها زبور بمعنى الكتاب مثل رسل ورسول اى لفى الكتب المتقدمة. يعنى ان الله تعالى اخبر فى كتبهم عن القرآن وانزاله على النبي المبعوث فى آخر الزمان أَوَلَمْ يَكُنْ لَهُمْ آيَةً أَنْ يَعْلَمَهُ عُلَماءُ بَنِي إِسْرائِيلَ الهمزة لانكار النفي والواو للعطف على مقدر ولهم حال من آية والضمير راجع الى مشركى قريش وآية خبر للكون قدم على اسمه الذي هو قوله ان يعلمه إلخ للاعتناء بالمقدم والتنويه بالمؤخر اى اغفلوا عن ذلك ولم يكن لهم آية دالة على انه تنزيل رب العالمين وانه فى زبر الأولين ان يعلمه علماء بنى إسرائيل كعبد الله بن سلام ونحوه بنعوته المذكورة فى كتبهم ويعلموا من انزل عليه اى قد كان علمهم بذلك آية على صحة القرآن وحقية الرسول [وشهادت مردم دانا بر چيزى موجب تحقيق آنست]- روى- ان اهل