كسى مى بايدش بخون جكر خورد غولها ... تا از غبار چشم مصفا شود كسى
إِنَّ شَجَرَةَ الزَّقُّومِ بدرستى كه درخت زقوم يعنى ميوه آن قال فى القاموس هى شجرة بجهنم وطعام اهل النار وفى عين المعاني شجرة فى أسفل النار مرتفعة الى أعلاها وما من دركة الا وفيها غصن منها انتهى فتكون هى فى الأسفل نظير طوبى فى الأعلى وفى كشف الاسرار شجرة الزقوم على صورة شجر الدنيا لكنها من النار والزقوم ثمرها وهو ما أكل بكره شديد وقيل طعام ثقيل فهو زقوم وفى المفردات شجرة الزقوم عبارة عن أطعمة كريهة فى النار ومنه استعير زقم فلان وتزقم إذا ابتلع شيأ كريها يقول الفقير وعلى تقدير ان يكون الزقوم بلسان البرير وهم جيل بالغرب وامة اخرى بين الحبش والزنج بمعنى الزبد والتمر فلعله وارد على سبيل التهكم كالتبشير فى قوله فبشرهم بعذاب أليم لانه تعالى وصف شجرة الزقوم بأنها تخرج فى اصل الجحيم كما مر فى الصافات فكيف يكون زبدا وفى انسان العيون لا تسلط لجهنم على شجرة الزقوم فان من قدر على خلق من يعيش فى النار ويلتذ بها كالسمندل فهو اقدر على خلق الشجر فى النار وحفظه من الإحراق بها وقد قال ابن سلام رضى الله عنه انها تحيى باللهب كما تحيى شجرة الدنيا بالمطر وثمر تلك الشجرة مر له زفرة انتهى يقول الفقير لا حاجة الى هذا البيان فانه كما يشابه ثمر الجنه وشجرها ثمر الدنيا وشجرها وان وقع الاشتراك فى الاسم وكذا ثمر النار وشجرها فالشجرية لا تنافى النارية فكيف تحترق فما أصله النار فهو نارى والناري لا يحترق بالنار ولذا قيل فى إبليس انه يعذب بالزمهرير وان أمكن الاحتراق بحسب التركيب وقد رأيت فى جزيرة قبرس حجرا يقال له حجر القطن يدق ويطرق فينعم حتى يكون كالقطن فيتخذ منه المنديل فحجريته لا تنافى القطنية وقد مر فى يس ان الله أخرج من الشجر الأخضر نارا طَعامُ الْأَثِيمِ اى الكثير الإثم والمراد به الكافر لدلالة ما قبله وما بعده عليه يعنى انهم اجمعوا على ان المراد بقوله لا يغنى مولى عن مولى شيأ هم الكفار وبقوله الا من رحم الله المؤمنون وكذا دل عليه قوله فيما سيأتى ان هذا ما كنتم به تمترون وكان ابو الدرداء رضى الله عنه لا ينطلق لسانه فيقول طعام اليتيم فقال عليه السلام قل طعام الفاجر كما فى عين المعاني وقال فى الكواشي عن ابى الدرداء انه اقرأ إنسانا طعام الأثيم فقال طعام اليتيم مرارا فقال له قل طعام الفاجر يا هذا وفى هذا دليل لمن يجوز ابدال كلمة بكلمة إذا أدت معناها ولابى حنيفة فى تجويز القراءة بالفارسية إذا أدت المعنى بكماله قالوا وهذه اجازة كلا اجازة لان فى كلام العرب خصوصا فى القرآن المعجز بفصاحته وغرابة نظمه واساليبه من لطائف المعنى ما لا يستقل بأدائه لغة ما قال الزمخشري ابو حنيفة ما كان يحسن الفارسية فلم يكن ذلك منه عن تحقق وتبصر وعن ابى الجعد عن ابى يوسف عن ابى حنيفة مثل قول صاحبيه فى عدم جواز القراءة بالفارسية الى هنا كلام الكواشي وقال فى فتح الرحمن يجوز عند ابى حنيفة ان يقرأ بالفارسية إذا أدت المعاني بكما الها من غير ان يخرم منها شيئا وعنه لا تجوز القراءة بالفارسية