من اهل الكتاب افترقوا على اثنتين وسبعين ملة وان هذه الامة ستفترق على ثلاث وسبعين كلها فى النار الا وحدة) فحذرهم ان يحدثوا من تلقاء أنفسهم في الدين خلاف كتاب الله او سنته او سنة أصحابه فيضلوا به الناس وقد وقع ما حذره وشاع وكثر وذاع فانا لله وانا اليه راجعون: قال السعدي
نخواهى كه نفرين كنند از پست ... نكو باش تا بد نگويد كست
نه هر آدمي زاده از دد بهست ... كه دد ز آدمي زاده بد بهست
والرابعة ان بعض المتسمين بالصوفية ينضم الى الأولياء وارباب القلوب ظاهرا ثم لا يصدق الارادة ويميل الى اهل الغفلة ويصغى الى أقوالهم ويشتهى ارتكاب أفعالهم وكلما دعته هواتف الحظوظ سارع الى الاجابة طوعا وإذا قادته دواعى الحق تكلف كرها ليس له اخلاص في الصحبة في طريق الحق فويل لهم مما كتبت أيديهم وويل لهم مما يكسبون من الإلحاد عن الحق واعتقاد السوء وإغراء الخلق واضلالهم فهم الذين ضلوا وأضلوا كثيرا: وفي المثنوى
صد هزاران دام ودانه است اى خدا ... ما چومرغان حريص بي نوا
دمبدم ما بسته دام تويم ... هر يكى كر باز وسميرغى شويم
فعلى السالك ان يجتهد في الوصول الى الموجود الحق ويتخلص من الموهوم المطلق ولا يغتر بظواهر الحالات غافلا عن بطون الاعتبارات فان طريق الحق أدق من كل دقيق وماء عميق وفج سحيق وأجهل الناس من يترك يقين ما عنده من صفات نفسه التي لا شك فيها الظن ما عند الناس من صلاحية حاله قال حارث بن اسد المحاسبى رضى الله عنه الراضي بالمدح بالباطل كمن يهزؤ به ويقال ان العذرة التي تخرج من جوفك لها رائحة كرائحة المسك وهو يفرح ويرضى بالسخرية به فالعاقل لا يغتر بمثله بل يجتهد الى ان يصل الى الحقيقة فويل لواعظ تكبر وافتخر بتقبيل الناس يده ورأى نفسه خيرا من السامعين ويتقيد بالمدح والذم اللهم الا ان يخرج ذلك من قلبه والمعيار مساواة المقبل واللاطم عنده بل رجحان اللاطم والضارب قال في مجلس وعظه جنيد البغدادي لو لم اسمع قوله صلى الله عليه وسلم (ان الله يؤيد هذا الدين بالرجل الفاجر) لما اجترأت على الوعظ فانا ذلك الرجل الفاجر وَقالُوا اى اليهود زعما منهم لَنْ تَمَسَّنَا النَّارُ اى لا تصل إلينا النار في الآخرة إِلَّا أَيَّاماً مَعْدُودَةً قليلة محصورة سبعة ايام فانهم يقولون ان ايام الدنيا سبعة آلاف سنة فنعذب مكان كل الف سنة يوما او يراد أربعين يوما مقدار عبادة آبائهم العجل قال ابو منصور رحمه الله تصرف الأيام المعدودة الى العمر الذي عصوا فيه وهم لم يروا التعذيب الأعلى قدر وقت العصيان او كانوا لا يرون التخليد في النار كالجهمى او لانهم كانوا يقولون نحن أبناء الله واحباؤه فلا نعذب ابدا بل نعذب تعذيب الأب ابنه والحبيب حبيبه في وقت قليل ثم يرضى وهذا منهم باطل وعقوبة الكفر ابدا وثواب الايمان كذلك لان من اعتقد دينا انما يعتقده للابد فعلى ذلك جزاؤه للابد قُلْ يا محمد تبكيتا لهم وتوبيخا أَتَّخَذْتُمْ بقطع الهمزة لانه الف استفهام بمعنى التوبيخ والالف المجتلبة ذهبت بالادراج اىء اتخذتم عِنْدَ اللَّهِ عَهْداً خبرا او وعدا بما تزعمون فان ما تدعون لا يكون الأبناء على وعد قوى ولذلك عبر عنه بالعهد فَلَنْ الفاء فصيحة معربة عن شرط محذوف اى ان اتخذتم عند الله عهدا وأمانا فلن