للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

من كره نبوة محمد صلى الله عليه وسلم وفى التأويلات النجمية روح الدراية للمؤمنين وروح الولاية للعارفين وروح النبوة للنبيين وفى الآية دليل على ان النبوة عطائية لاكسبية وكذا الولاية فى الحقيقة إذ لا ينظر الى الأسباب الخارجة بل الى الاختصاص الإلهي لِيُنْذِرَ غاية للالقاء اى لينذر الله تعالى او الملقى عليه او الروح والانذار دعوة إبلاغ مع تخويف يَوْمَ التَّلاقِ اما ظرف للمفعول الثاني اى لينذر الناس العذاب يوم التلاق وهو يوم القيامة او هو المفعول الثاني اتساعا او أصالة فانه من شدة هو له وفطاعته حقيق بالإنذار أصالة وسمى يوم القيامة يوم التلاق لانه تتلاقى فيه الأرواح والأجساد واهل السموات والأرض والعابدون والمعبودون والعاملون والأعمال والأولون والآخرون والظالمون والمظلومون واهل النار مع الزبانية يَوْمَ هُمْ بارِزُونَ بدل من يوم التلاق يقال برز بروزا خرج الى البراز اى الفضاء كتبرز وظهر بعد الخفاء كبرز بالكسر اى خارجون من قبورهم او ظاهرون لا يسترهم شىء من جبل او اكمة او بناء لكون الأرض يومئذ مستوية ولا عليهم ثياب انما هم عراة مكشوفون كما فى الحديث يحشرون حفاة عراة غرلا جمع حاف وهو من لا نعل له وجمع عار وهو من لا لباس عليه وجمع اغرل وهو الأقلف الذي لم يختن اى غير مختونين الا قوما ماتوا فى الغربة مؤمنين لم يزنوا فانهم يحشرون وقد كسوا ثيابا من الجنة وقوما ايضا من امة محمد عليه السلام فانه عليه السلام قال يوما بالغوا فى أكفان موتاكم فان أمتي يحشر بأكفانها وسائر الأمم حفاة عراة لا يَخْفى عَلَى اللَّهِ مِنْهُمْ شَيْءٌ ما من أعيانهم وأعمالهم الجلية والخفية السابقة واللاحقة مع كثرتهم كما قال تعالى يومئذ تعرضون لا تخفى منكم خافية وكانوا فى الدنيا يتوهمون انهم إذا استتروا بالحيطان والحجب فان الله لا يراهم ويخفى عليه أعمالهم فهم يومئذ لا يتوهمون ذلك أصلا لِمَنِ الْمُلْكُ الْيَوْمَ اى يقال حين بروزهم وظهور أحوالهم اى ينادى مناد لمن الملك اليوم فيجيب اى ذلك المنادى بعينه ويقول لِلَّهِ الْواحِدِ الْقَهَّارِ او يجيبه اهل المحشر مؤمنهم وكافرهم لحصول العلم الضروري بالوحدانية للكافر ايضا لكن الكافر يقوله صغارا وهو انا وعلى سبيل التحسر والندامة والمؤمن ابتهاجا وتلذذا إذ كان يقوله فى الدنيا ايضا وهذا يسمى سؤال التقرير وقيل ان المجيب إدريس عليه السلام فان قلت كيف خص ذلك بيوم مخصوص والملك لله فى جميع الأيام والأوقات قلت هو وان كان لله فى جميع الأيام الا انه سبحانه ملك عباده فى الدنيا ثم تكون دعاويهم منقطعة يوم القيامة لا يدعى مدع ملكا ولا ملكا يومئذ ولذا قال لمن الملك اليوم (قال فى كشف الاسرار) در ان روز رازها آشكار شود پردهاى متواريان درند توانكران بى شكر را در مقام حساب بدارند ودرويشان بي صبر را جامه نفاق از سر بركشند آتش فضيحت در طيلسان عالمان بى عمل زنند خاك ندامت بر فرق قراء مرائى ريزند يكى از خاك وحشت بيرون مى آيد چنانكه خاكستر از ميان آتش يكى چنانكه دراز ميان صدف يكى ميكويد اين الفرار من الله يكى ميكويد اين الطريق الى الله يكى ميكويد ما لهذا الكتاب لا يغادر صغيرة ولا كبيرة الا أحصاها يكى ميكويد

<<  <  ج: ص:  >  >>