للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

واقفة على صلاح النفس وفسادها لعالجتها فى ابتداء أمرها وما كانت النفس محتاجة الى طبيب عالم بالامراض ومعالجتها وهم الأنبياء عليهم السلام حيث قال هُوَ الَّذِي بَعَثَ فِي الْأُمِّيِّينَ رَسُولًا مِنْهُمْ يَتْلُوا عَلَيْهِمْ آياتِهِ ليعلموا المرض من الصحة والداء من الدواء وَيُزَكِّيهِمْ وَيُعَلِّمُهُمُ الْكِتابَ والحكمة فبالتزكية عن الصفات الطبيعية يستحقون تحلية اخلاق الشريعة الربانية كذا فى التأويلات النجمية وَقالَ اى نوح لمن معه من المؤمنين بعد إدخال ما امره بحمله فى الفلك من الأزواج قال الكاشفى [نوح ايشانرا بنزديك كشتى آورد وسرپوشى كه ترتيب داده بود بالاى كشتى پوشيد واز زمين آب عذاب جوشيدن كرفت واز آسمان آب بلا فرود آمدن آغاز كرد]- وروى- انه حمل معه تابوت آدم وجعله معترضا بين الرجال والنساء ارْكَبُوا فِيها اى فى السفينة وهو متعلق باركبوا وعدى بفي لتضمنه معنى ادخلوا وصيروا فيها راكبين قال فى الإرشاد الركوب العلو على الشيء المتحرك ويتعدى بنفسه واستعماله هنا بكلمة فى ليس لان المأمور به كونهم فى جوفها لا فوقها كما ظن فان اظهر الروايات انه عليه السلام جعل الوحوش والسباع والهوام فى البطن الأسفل من الطبقات الثلاث للسفينة والانعام والدواب فى الأوسط وركب هو ومن معه مع ما يحتاجون اليه من الزاد فى الأعلى بل رعاية لجانب المحلية والمكانية فى الفلك والسر فيه ان معنى الركوب العلو على شىء له حركة اما ارادية كالحيوان او قسرية كالسفينة والعجلة ونحوهما فاذا استعمل فى الاول يوفر له حظ الأصل فيقال ركبت الفرس وان استعمل فى الثاني يلوح لمحلية المفعول بكلمة فى فيقال ركبت فى السفينة قيل انهم ركبوا السفينة يوم العاشر من رجب وكان يوم الجمعة فاتت السفينة البيت فطافت اسبوعا فسارت بهم مائة وخمسين يوما واستقرت بهم على الجودي شهرا وكان خروجهم من السفينة يوم عاشوراء من محرم بِسْمِ اللَّهِ متعلق باركبوا حال من فاعله اى اركبوا مسمين الله او قائلين بسم الله قال سعدى المفتى كان اصل التقدير ملتبسين او متبركين باسم الله وهو تأويل مسمين الله او قائلين بسم الله وعلى التقديرين فهو حال مقدرة لان وقت الجري والارساء بعد الركوب مَجْراها بفتح الميم من جرى وبكسر الراء على الامالة نصب على الظرفية اى وقت جريها وَمُرْساها اى وقت ارسائها وحبسها وثبوتها وقال فى الكواشي بسم الله مجراها خبر ومبتدأ ومرساها عطف عليه اى بسم الله اجراؤها وارساؤها فكان عليه السلام إذا أراد ان تجرى قال بسم الله فجرت وإذا أراد ان ترسو قال بسم الله فرست ومجراها ضما وفتحا مصدر أجريته وجريت به لغتان بمعى كاذهبته وذهبت به ومرساها بضم الميم من ارست السفينة ترسى وقفت انتهى إِنَّ رَبِّي لَغَفُورٌ للذنوب والخطايا رَحِيمٌ لعباده ولهذا نجاكم من هذه الداهية ولولا ذلك لما فعله وفيه دلالة على ان نجاتهم ليست بسبب استحقاقهم لها بل بمحض فضل الله وغفرانه ورحمته على ما عليه رأى اهل السنة- حكى- ان عجوزا مرت على نوح وهو يصنع السفينة وكانت مؤمنة به فسألته عما يصنعه فقال ان الله تعالى سيهلك الكفار بالطوفان وينجى المؤمنين بهذه السفينة فاوصت ان يخبرها نوح إذا جاء وقتها لتركب فى السفينة من

<<  <  ج: ص:  >  >>