وما يقدرون على ذلك أصلا إِنَّهُمْ بعد مبعث الرسول عَنِ السَّمْعِ لكلام الملائكة لَمَعْزُولُونَ ممنوعون بعد ان كانوا يمكنون لانهم يرجمون بالشهب قال بعض اهل التفسير انهم عن السمع لكلام الملائكة لمعزولون لانتفاء المشاركة بينهم وبين الملائكة فى صفات الذات والاستعداد لقبول فيضان أنوار الحق والانتقاش بصور العلوم الربانية والمعارف النورانية كيف لا ونفوسهم خبيثة ظلمانية شريرة بالذات غير مستعدة الا لقبول ما لا خير فيه أصلا من فنون الشر والقرآن مشتمل على حقائق ومغيبات لا يمكن تلقيها الا من الملائكة وفى التأويلات النجمية يشير الى ان ليس للشياطين استعدادات تنزيل القرآن ولا قوة حمله ولا وسع فهمه لانهم خلقوا من النار والقرآن نور قديم فلا يكون للنار المخلوقة حمل النور القديم ألا ترى ان نار الجحيم كيف تستغيث عند ورود المؤمن عليها وتقول (جز يا مؤمن فقد اطفأ نورك لهبى) فاذا لم يكن لهم استطاعة لحمل القرآن وقوة سمعه كيف يمكن لهم تنزيله وان وجدوا السمع الذي هو الإدراك ولكن حرموا الفهم المؤدى للاستجابة لما دعوا اليه فلهذا استوجبوا العذاب انتهى قال بعض الكبار وصف الله تعالى اهل الحرمان ان أسماعهم وأبصارهم وعقولهم وقلوبهم فى غشاوة الغفلة عن سماع القرآن والسامع بالحقيقة هو الذي له سمع قلبى عقلى غيبى روحى يسمع كل لمحة من جميع الأصوات والحركات فى الاكون خطاب الحق سبحانه بحيث يهيج سره بنعت الشوق اليه فطوبى لمن فهم عن الله واستعد لحمل امانة الله شريعة وحقيقة فهو الموفق ومن سواه المعزول فيا ايها السامعون افهموا ويا ايها المدركون تحققوا فالعلم فى الصدر لا عند باب الحواس ولا بالتخمين والقياس فَلا تَدْعُ مَعَ اللَّهِ إِلهاً آخَرَ إذا عرفت يا محمد حال الكفار فلا تعبد معه تعالى الها آخر فَتَكُونَ [پس باشى اگر پرستش ميكنى] مِنَ الْمُعَذَّبِينَ خوطب به النبي عليه السلام مع ظهور استحالة وقوع المنهي عنه لانه معصوم تهيجا لعزيمته وحثا على ازدياد الإخلاص ولطفا بسائر المكلفين ببيان ان الإشراك من القبيح والسوء بحيث ينهى عنه من لا يمكن صدوره منه فكيف بمن عداه وان من كان أكرم الخلق عليه إذا عذب على تقدير اتخاذ اله آخر فغيره اولى وفى الخبر ان الله تعالى اوحى الى نبى من أنبياء بنى إسرائيل يقال له ارميا بان يخبر قومه بان يرجعوا عن المعصية فانهم ان لم يرجعوا أهلكتهم فقال ارميا يا رب انهم أولاد أنبيائك أولاد ابراهيم واسحق ويعقوب أفتهلكهم بذنوبهم قال الله تعالى انى انما أكرمت انبيائى لانهم أطاعوني ولو انهم عصونى لعذبتهم وان كان ابراهيم خليلى قال فى التأويلات النجمية يشير الى ان عبادة غير الله من الدنيا والآخرة وطلبه بتوجه القلب اليه عمارة عذاب الله وهو البعد من الله ومن يطلب يكن عذابه أشد فكل طالب شىء يكون قريبا اليه بعيدا عما سواه فطالب الدنيا قريب من الدنيا بعيد عن الآخرة وطالب الآخرة قريب من الآخرة بعيد عن الله ولذا قال ابو سعيد الخراز قدس سره حسنات الأبرار سيآت المقربين فالابرار اهل الجنة وحسناتهم طلب الجنة والمقربون اهل الله وحسناتهم طلب الله وحده لا شريك له وَأَنْذِرْ العذاب الذي يستتبعه الشرك والمعاصي عَشِيرَتَكَ الْأَقْرَبِينَ