ان يكون بطريق كونه فائدة ملخصة اى مستفادة منه فَأُولئِكَ اى اهل هذه الصفة يَلْعَنُهُمُ اللَّهُ اى يطردهم ويبعدهم من رحمته بسبب كتمهم الحق وَيَلْعَنُهُمُ اللَّاعِنُونَ اى الذين يتأتى منهم اللعن اى الدعاء عليهم باللعن من الملائكة ومؤمنى الثقلين وعن ابن مسعود رضى الله عنه ماتلا عن اثنان الا ارتفعت اللعنة بينهما فان استحقها أحدهما والا رجعت على اليهود الذين كتموا صفة محمد عليه السلام او اللاعنون البهائم والهوام تلعن العصاة تقول اللهم العن عصاة بنى آدم فبشؤمهم منع عنا الفطر إِلَّا الَّذِينَ تابُوا من الكتمان وسائر ما يجب ان يتاب منه الاستثناء متصل والمستثنى منه هو الضمير في يلعنهم وَأَصْلَحُوا ما أفسدوا بالتدارك فانه لا بد بعد التوبة من إصلاح ما أفسده مثلا لو أفسد على غير دينه بايراد شبهة عليه يلزمه ازالة تلك الشبهة وبعد ذلك لا بدله من ان يفعل ضد الكتمان وهو البيان وهو المراد بقوله تعالى وَبَيَّنُوا اى ما بينه الله في كتابهم لتتم توبتهم فدلت الآية على ان التوبة لا تحصل الا بترك كل ما لا ينبغى وبفعل كل ما ينبغى فَأُولئِكَ أَتُوبُ عَلَيْهِمْ اى بالقبول وافاضة الرحمة والمغفرة فان التوبة إذا أسندت اليه تعالى بان قيل تاب الله او يتوب تكون بمعنى المقبول وقبول التوبة يتضمن المغفرة اى ازالة عقاب من تاب وَأَنَا التَّوَّابُ الرَّحِيمُ اى المبالغ في قبول التوبة ونشر الرحمة ولما ذكر لعنتهم احياء ذكر لعنتهم أمواتا فقال إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا اى استمروا على الكفر المستتبع للكتمان وعدم التوبة وَماتُوا وَهُمْ كُفَّارٌ مصرون على كفرهم لا يرتدعون عن حالتهم الاولى أُولئِكَ مستقر عَلَيْهِمْ لَعْنَةُ اللَّهِ وَالْمَلائِكَةِ وَالنَّاسِ أَجْمَعِينَ اى هم المخصوصون باللعنة الابدية احياء وأمواتا فمن يعتد بلعنتهم وهم المؤمنون لانهم هم الناس فى الحقيقة لانتفاعهم بالانسانية واما الكفار فهم كالانعام وأضل سبيلا فلا اعتداد بهم عند الله او الناس عام لان الكفار يوم القيامة يلعن بعضهم بعضا والله تعالى يلعنهم يوم القيامة ثم يلعنهم الملائكة ثم تلعنهم الناس والظالم يلعن الظالمين ومن لعن الظالمين وهو ظالم فقد لعن نفسه خالِدِينَ فِيها حال من المضمر في عليهم اى دائمين في اللعنة لانهم خلدوا في النار خلدوا فى الابعاد عن رحمة الله تعالى لا يُخَفَّفُ عَنْهُمُ الْعَذابُ استئناف لبيان كثرة عذابهم من حيث الكيف اثر بيان كثرته من حيث الكم اى لا يرفع عنهم ولا يهون عليهم وَلا هُمْ يُنْظَرُونَ من الانظار بمعنى الامهال والتأجيل اى لا يمهلون للرجعة ولا للتوبة ولا للمعذرة او يعذبون على الدوام والاستمرار وان كل وجه من وجوه عذابهم يتصل بوجه آخر مثله او أشد منه وانهم لا يمهلون ولا يؤجلون ساعة ليستريحوا فيها او من النظر بمعنى الانتظار اى لا ينتظرون ليعتذروا او بمعنى الرؤية اى لا ينظر إليهم نظر رحمة وانما خلدوا في النار لان نيتهم كانت عبادة الأصنام ابدا ان عاشوا فجوزوا بتأبيد العذاب واما الدركات في النيران فلتفاوت سوء الأحوال والتفاوت في شدة الكفر فيرجع الى شدة العذاب في الدركات لان النيات متفاوتة كالاعمال والتأديب في الحكمة واجب ولما أساء الكفار بسوء الاعتقاد في حقه تعالى أدبوا بالحرمان من الجنة والخلود في النار ونعم ما قيل
سفيهانرا بود تأديب نافع ... جنونانرا چوشربت كشت دافع