ما لم يعلم) . واعلم ان قتل النفس فى الحقيقة قمع هواها التي هى حياتها وإفناء صفاتها والخروج من الديار خروج من المقامات التي سكنت القلوب بها وألفتها من الصبر والتوكل والرضى والتسليم وأمثالها لكونها حاجبة عن التوحيد والفناء فى الذات كما قال الحسين بن منصور لابراهيم بن أدهم حين سأله عن حاله واجابه بقوله أدور فى الصحارى وأطوف فى البراري بحيث لاماء ولا شجر ولا روض ولا مطر هل حالى حال التوكل اولا فقال إذا فنيت عمرك فى عمران باطنك فاين الفناء فى التوحيد
جان عارف دوست را طالب شده ... نور حق با هستيش غالب شده
پرتو ذات از حجاب كبريا ... كرده او را غره بحر فنا
وعن ابراهيم بن أدهم قال دخلت جبل لبنان فاذا انا بشاب قائم وهو يقول يا من شوقى اليه وقلبى محب له ونفسى له خادم وكلى فناء فى إرادتك ومشيئتك فانت ولا غيرك متى تنجينى من هذه العذرة قلت رحمك الله ما علامة حب الله قال اشتهاء لقائه قلت فما علامة المشتاق قال لاله قرار ولا سكون فى ليل ولا نهار من شوقه الى ربه قلت فما علامة الفاني قال لا يعرف الصديق من العدو ولا الحلو من المر من فنائه عن رسمه ونفسه وجسمه قلت فما علامة الخادم قال انه يرفع قلبه وجوارحه وطمعه من ثواب الله: قال الحافظ قدس سره
تو بندگى چوكدايان بشرط مزد مكن ... كه دوست خود روش بنده پرورى داند
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم (لا يكونن أحدكم كالعبد السوء ان خاف عمل ولا كالاجير السوء ان لم يعط لم يعمل) وبالجملة انه لا بد للسالك من اقامة وظائف العبادات والأوراد فان الله أودع أنوار الملكوت فى اصناف الطاعات فان من فاته صنف او أعوزه من الموافقات جنس فقد من النور بمقدار ذلك وليس للوصول سبيل ولا الى الفناء دليل غير العبودية وترك ما سوى الحق
بشب حلاج را ديدند در خواب ... بريده سر بكف بر جام جلاب
بدو كفتند چونى سر بريده ... بگو تا چيست اين جام كزيده
چنين گفت او كه سلطان نكونام ... بدست سر بريده ميدهد جام
كسى اين جام معنى ميكند نوش ... كه كرد أول سر خود را فراموش
كما قيل من لم يركب الأهوال لم ينل الأموال فيا ايها العبد الذي لا يفعل ما يوعظ به ولا يخاف من ربه كيف تركت ما هو خير لك وأعرضت عما ينفعك فليس لك الآن الا التوبة عما يوقعك فى المعاصي والمنهيات والرجوع الى الله بالطاعات والعبادات والفناء عن الذات بالاصغاء الى المرشد الرشيد الواصل الى سر التفريد وقبول امره وعظته وتسليم النفس الى تربيته ودوام المراقبة فى الطريق ومن الله التوفيق وَمَنْ يُطِعِ اللَّهَ وَالرَّسُولَ والمراد بالطاعة هو الانقياد التام والامتثال الكامل بجميع الأوامر والنواهي- روى- ان ثوبان مولى رسول الله أتاه يوما وقد تغير وجهه ونحل جسمه فسأله عن حاله فقال ما بي من وجع غير انى إذا لم أرك اشتقت إليك واستوحشت وحشة شديدة على لقائك ثم ذكرت الآخرة فخفت ان لا أراك هناك لانى