للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

لكنه لا يقال فى مقام المدح انه تعالى خالق القردة والخنازير والحيات والعقارب ونحوها من الأجسام القبيحة والضارة بل يقال خالق كل شىء فالقبيح ليس خلقه وإيجاده بل ما خلقه وان كان قبح القبيح بالنسبة الى مقابلة الحسن لا فى ذاته وقد طلب عين الحمار بلسان الاستعداد صورته التي هو عليها وكذا الكلب ونحوه وصورتها مقتضى عينها الثابتة وكذا الحكم على الكلب بالنجاسة مقتضى ذاته وكل صورة وصفة فى الدنيا فهى صورة كمال وصفة كمال فى مرتبتها فى الحقيقة ولو لم يظهر كل موجود فى صورة التي هو عليها وفى صفته التي البسها الخلاق اليه بمقتضى استعداده لصار ناقصا قبيحا فاين القبح فى الأشياء وقد خلقها الله بالأسماء الحسنى وَبَدَأَ خَلْقَ الْإِنْسانِ من بين جميع المخلوقات وهو آدم ابو البشر عليه السلام مِنْ طِينٍ الطين التراب والماء المختلط وقد سمى بذلك وان زال عنه قوة الماء قال الشيخ عبد العزيز النسفي رحمه الله [خداوند تعالى قالب آدم را ز خاك آفريد يعنى از عناصر اربعه اما خاك ظاهرتر بود خاكرا ذكر كردد وخاك آدم را ميان مكه وطائف مى پرورد وتربيت داد بروايتى چهل هزار سال وبروايتى چهل هزار سال اينست معنىء «خمرت طينة آدم بيدي أربعين صباحا» ] وفى كشف الاسرار [چهـ زيان دارد اين جوهر را كه نهاد وى از كل بوده چون كمال وى در دل نهاده قيمت او كه هست از روى تربت آن سر كه با آدميان بود نه با عرش ونه با كرسى نه با فلك نه با ملك زيرا كه همه بندگان مجرد بودند وآدميان همه بندگان بودند وهم دوستان] ثُمَّ جَعَلَ نَسْلَهُ ذريته سميت به لانها تنسل من الإنسان اى تنفصل كما قال فى المفردات النسل الانفصال من الشيء والنسل الولد لكونه ناسلا عن أبيه انتهى مِنْ سُلالَةٍ اى من نطفة مسلولة اى منزوعة من صلب الإنسان وقال الكاشفى [از خلاصه بيرون آورده از صلب] ثم أبدل منها قوله مِنْ ماءٍ مَهِينٍ حقير وضعيف كما فى القاموس: وبالفارسية [از آب ضعيف وخوار] وهو المنى ثُمَّ سَوَّاهُ اى قوم النسل بتكميل أعضائه فى الرحم وتصويرها على ما ينبغى وقال الكاشفى [پس راست كرد قالب آدم را] قال النسفي [مراد: از تسويه آدم برابرىء اركانست يعنى اجزاى هر چهار برابر باشد وتسويه قالب بمثابت نارست كه آهن را بتدبير بجايى رسانند كه شفاف وعكس پذير شود وقابل صورت كردد] وَنَفَخَ فِيهِ مِنْ رُوحِهِ اضافه الى نفسه تشريفا وإظهارا بانه خلق عجيب ومخلوق شريف وان له شأنا له مناسبة الى حضرة الربوبية ولاجله من عرف نفسه فقد عرف ربه وفى الكواشي جعل فيه الشيء الذي اختص تعالى به ولذلك اضافه اليه فصار بذلك حيا حساسا بعد ان كان جمادا لا ان ثمة حقيقة نفخ قال الشيخ عز الدين بن عبد السلام الروح ليس بجسم يحل فى البدن حلول الماء فى الإناء ولا هو عرض يحل القلب او الدماغ حلول السواد فى الأسود والعلم فى العالم بل هو جوهر لا يتجزأ باتفاق اهل البصائر فالتسوية عبارة عن فعل فى المحل القابل وهو الطين فى حق آدم عليه السلام والنطفة فى حق أولاده بالتصفية وتعديل المزاج حتى ينتهى فى الصفاء ومناسبة الاجزاء الى الغاية فيستعد لقبول الروح وإمساكها والنفخ عبارة عما

<<  <  ج: ص:  >  >>