قليل من البياض فى العين من بين السواد وذلك نهاية الحسن من البين واختلف فى انهن نساء الدنيا او غيرهن فقال الحسن انهن من نساء الدنيا ينشئهن الله خلقا آخر وقال ابو هريرة رضى الله عنه انهن لسن من نساء الدنيا يَدْعُونَ فِيها بِكُلِّ فاكِهَةٍ اى يطلبون ويأمرون بإحضار ما يشتهونه من الفواكه لا يتخصص شىء منها بمكان ولا زمان وذلك لا يجتمع فى الدنيا يعنى ان فواكه الدنيا لا توجد فى كل مكان ولها ازمنة مخصوصة لا تستقدمها ولا تستأخرها آمِنِينَ اى حال كونهم آمنين من كل ما يسوؤهم أيا كان خصوصا الزوال والانقطاع وتولد الضرر من الإكثار وحجاب القلب كما يكون فى الدنيا فيكونون فى الصورة مشغولين بالحور العين وبما يشتهون من النعيم وبالقلوب متوجهين الى الحضرة مشاهدين لها لا يَذُوقُونَ فِيهَا اى فى الجنات الْمَوْتَ إِلَّا الْمَوْتَةَ الْأُولى الموت والموتة مصدر ان من فعل واحد كالنفخ والنفخة الا ان الموتة أخص من الموت لان الموتة للوحدة والموت للجنس فيكون بعضا من جنس الموت وهو فرد واحد ونفى الوحدة أبلغ من نفى الجنس فكانت أقوى وانفى فى نفى الموت عن أنفسهم كأنه قال لا يذوقون فيها شيأ من الموت يعنى اقل ما ينطلق عليه اسم الموت كما بحر العلوم والاستثناء منقطع اى لا يذوقون الموت فى الجنة لكن الموتة الاولى قد ذاقوها قبل دخول الجنة يعنى مرك أول كه در دنيا چشيدند مؤمنانرا مرك آنست ثم إذا بعثوا ودخلوا الجنة يستمرون على الحياة چون معهود نزديك مردمان آنست كه هر زندكى را مرك در پى است حق تعالى خبرا داد كه حيات بهشت را مرك نيست بلكه حيات او جاودانست فعيشتهم المرضية مقارنة للحياة الابدية بخلاف اهل النار فانه لا عيشة لهم وكذا لا يموتون فيها ولا يحيون ويقال ليس فى الجنة عشرة أشياء ليس فيها هرم ولا نوم ولا موت ولا خوف ولا ليل ولا نهار ولا ظلمة ولا حر ولا برد ولا خروج ويجوز أن يكون الاستثناء متصلا على ان المراد بيان استحالة ذوق الموت فيها على الإطلاق كأنه قيل لا يذوقون فيها الموتة الا إذا أمكن ذوق الموتة الاولى فى المستقبل وذوق الماضي غير ممكن فى المستقبل لا سيما فى الجنة التي هى دار الحياة فهذا من باب التعليق بالمحال كقوله تعالى ولا تنكحوا ما نكح آباؤكم من النساء الا ما قد سلف والمقصود انهم لا يذوقون فيها الموت البتة وكذا لا ينكحون منكوحات آبائهم قطعا وقيل الا بمعنى بعد او بمعنى سوى فان قلت هذا دليل على نفى الحياة والموت فى القبر قلت أراد به جنس الموت المتعارف المعهود فيما بين الخلق فان الموت المعهود لا يعرى عن الغصص والموت بعد الاحياء فى القبر يكون أخف من الموت المعهود كما فى الاسئلة المقحمة يقول الفقير دلت الآية على ان الموت وجودى لانه تعلق به الذوق وهو الاحساس به احساس الذائق المطعوم والأكثرون على انه عدمى اى معدوم فى الخارج غير قائم بالميت لان المعدوم لا يحتاج الى المحل وسيجيئ تحقيقه فى محله ان شاء الله تعالى وفى الآية اشارة الى انهم لا يذوقون فيها موت النفس بسيف المجاهدة وقمع الهوى وترك الشهوات الا الموتة الاولى فى الدنيا بقتل النفس بسيف الصدق فى الجهاد الأكبر وكما ان السيف لا يجرى على المعدوم فكذا على النفس الفانية إذ لا يموت الإنسان مرتين وايضا ان الموتة الاولى هى العدم قبل الوجود فبعد الوجود لا بذوق أحد الموت والعدم المحض