للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

ثم عائشة ثم حفصة ثم زينب بنت خزيمة ثم أم سلمة ثم زينب بنت جحش ثم جويرية ثم ريحانة ثم أم حبيبة ثم صفية ثم ميمونة على هذا الترتيب فى التزوج. ومن جملة التي لم يدخل بهن عليه السلام التي ماتت من الفرح لما علمت انه عليه السلام تزوج بها غراء اخت دحية الكلبي. ومن جملتهن سودة القريشية التي خطبها عليه السلام فاعتذرت ببنيها وكانوا خمسة او ستة فقال لها خيرا. ومن جملتهن التي تعوذت منه عليه السلام وهى اسماء بنت معاذ الكندية قلن لها ان أردت ان تحظى عنده فتعوذى بالله منه فلما دخل عليها رسول الله قالت أعوذ بالله منك ظنت ان هذا القول كان من الأدب فقال عليه السلام (عذت بمعاذ عظيم الحقي باهلك) ومتعها ثلاثة أثواب. ومن جملتهن التي اختارت الدنيا حين نزلت آية التخيير وهى فاطمة بنت الضحك وكانت تقول انا الشقية اخترت الدنيا. ومن جملتهن قتيلة على صيغة التصغير زوجه إياها أخوها وهى بحضرموت ومات عليه السلام قبل قدومها عليه واوصى بان تخير فان شاءت ضرب عليها الحجاب وكانت من أمهات المؤمنين وان شاءت الفراق فتنكح من شاءت فاختارت الفراق فتزوجها عكرمة بن ابى جهل بحضرموت وفى الحديث (ما تزوجت شيأ من نسائى ولا زوجت شيأ من بناتي الا بوحي جاءنى جبريل عليه السلام من ربى عز وجل تُرْجِي مَنْ تَشاءُ مِنْهُنَّ قرأ نافع وحمزة والكسائي وحفص وابو جعفر ترجى بياء ساكنة والباقون ترجىء بهمزة مضمومة. والمعنى واحد إذ الياء بدل من الهمزة وذكر فى القاموس فى الهمزة ارجأ الأمر أخره وترك الهمزة لغة وفى الناقص الارجاء التأخير وهو بالفارسية [واپس افكندن] قال فى كشف الاسرار الارجاء تأخير المرأة من غير طلاق والمعنى تؤخر يا محمد من تشاء من أزواجك وتترك مضاجعتها من غير نظر الى نوبة وقسم وعدل وَتُؤْوِي إِلَيْكَ مَنْ تَشاءُ يقال أوى الى كذا اى انضم وآواه غيره إيواء اى وتضمها إليك وتضاجعها من غير التفات الى نوبة وقسمة ايضا فالاختيار بيديك فى الصحبة بمن شئت ولو أياما زائدة على النوبة وكذا فى تركها او تطلق من تشاء منهن وتمسك من تشاء او تترك تزوج من شئت من نساء أمتك وتتزوج من شئت كما فى بحر العلوم وَمَنِ ابْتَغَيْتَ اى وتؤوي إليك ايضا من ابتغيتها وطلبتها مِمَّنْ عَزَلْتَ اى طلقتها بالرجعة. والعزل الترك والتبعيد فَلا جُناحَ لا اثم ولا لوم ولا عتاب ولا ضيق عَلَيْكَ فى شىء مما ذكر من الأمور الثلاثة كما فى كشف الاسرار [درين هر سه بر تو تنكى نيست] وقال فى الكواشي من مبتدأ بمعنى الذي او شرط نصب بقوله ابتغيت وخبر المبتدأ وجواب الشرط على التقديرين فلا جناح عليك وهذه قسمة جامعة لما هو الغرض وهو اما ان يطلق واما ان يمسك وإذا امسك ضاجع او ترك وقسم او لم يقسم وإذا طلق فاما ان لا يبتغى المعزولة او يبتغيها والجمهور على ان الآية نزلت فى القسم بينهن فان التسوية فى القسم كانت واجبة عليه فلما نزلت سقط عنه وصار الاختيار اليه فيهن وكان ذلك من خصائصه عليه السلام- ويروى- ان أزواجه عليه السلام لما طلبن زيادة النفقة ولباس الزينة هجرهن شهرا حتى نزلت آية التخيير فاشفقن ان يطلقهن وقلن يا نبى الله افرض لنا من نفسك ومالك ما شئت ودعنا على حالنا فارجأ منهن خمسا أم حبيبة وميمونة وسودة

<<  <  ج: ص:  >  >>