والبسط فالقبض للعارف كالخوف للمستأنف والبسط له كالرجاء له. والفرق بينهما ان الخوف والرجاء يتعلقان بامر مستقبل مكروه او محبوب فالقبض والبسط بامر حاضر فى الوقت يغلب على قلب العارف من وارد غيبى فتارة يغلب القبض فيقول ذلى كذل اذلّ اليهود واليه الاشارة بالابداء فى الآية واخرى يغلب البسط فيقول اين السموات والأرضون حتى احملهما على شعرة جفن عينى واليه الاشارة بالاعادة فى الآية ومن هذا القبيل ما قال عليه السلام (ليت رب محمد لم يخلق محمدا) وما قال (انا سيد ولد آدم) وفى قوله تعالى (أَوَلَمْ يَرَوْا) إلخ اشارة الى انه تعالى كما بدأ خلق الخلق بإخراجهم من العدم الى الوجود الى عالم الأرواح ثم اهبطهم من عالم الأرواح الى عالم الأشباح عابرين على الملكوت والنفوس السماوية والافلاك والأنجم وفلك الأثير والهواء والبحار وكرة الأرض ثم على المركبات والمعادن والنبات والحيوان الى ان بلغ أسفل سافلين الموجودات وهو القالب الإنساني كما قال (ثُمَّ رَدَدْناهُ أَسْفَلَ سافِلِينَ) اى بتدبير النفخة الخاصة كما قال (وَنَفَخْتُ فِيهِ) فكذلك يعيده بجذبات العناية الى الحضرة راجعا من حيث هبط عابرا على المنازل والمقامات التي كانت على ممره بقطع تعلق نظره الى خواص هذه المنازل وترك الانتفاع بها فانه حالة العبور على هذه المنازل استعار خواصها وبعض اجزائها منها لاستكمال الوجود الإنساني روحانيا وجسمانيا فصار محجوبا مبعدا عن الحضرة فعند رجوعه الى الحضرة بجذبة ارجعي يرد فى كل منزل ما استعار منه فان العارية مردودة الى ان يعاد الى العدم بلا انانية بتصرف جذبة العناية وهو معنى الفناء فى الله: قال المولى الجامى
طى كن بساط كون كه اين كعبه مراد ... باشد وراى كون ومكان چند مرحله
از جمادى مردم نامى شدم ... وز نما مردم بحيوان بر زدم «١»
مردم از حيوانى وآدم شدم ... پس چهـ ترسم كى ز مردن كم شدم
جمله ديكر بميرم از بشر ... تا بر آرم از ملائك پاوسر
وز ملك هم بايدم جستن ز جو ... كل شىء هالك الا وجهه
بار ديكر از ملك قربان شوم ... آنچهـ اندر وهم نايد آن شوم
پس عدم كردم عدم چون ارغنون ... كويدم كانا اليه راجعون
وفى قوله (وَالَّذِينَ كَفَرُوا) إلخ اشارة الى الطائفة من ارباب الطلب واصحاب السلوك العابرين على بعض المقامات المشاهدين آثار شواهد الحق الذين كوشفوا ببعض الاسرار ثم أدركتهم العزة بحجاب الغيرة فابتلاهم الله للغيره بالالتفات الى الغير فحجبوا بعد ان كوشفوا وستروا بعد ان تجردوا واستدرجوا بعد ان رفعوا وبعدوا بعد ان قربوا وردوا بعد ان دعوا فحاروا بعد ان كاروا نعوذ بالله من الحور بعد الكور كذا فى التأويلات النجمية فَما كانَ جَوابَ قَوْمِهِ اى قال ابراهيم عليه السلام اعبدوا الله واتقوه فما كان جواب قومه آخر الأمر
(١) در اواخر دفتر سوم در بيان جواب كفتن عاشق عازلاترا إلخ