وبها ملائكة شاخصون الى العرش لا يعرف الملك منهم من الى جانبه من هيبة الله تعالى ولا يعرفون ما آدم وما إبليس هكذا الى يوم القيامة وقيل ان يوم القيامة تبدل ارضنا هذه بتلك الأرض (وروى) ان الله تعالى خلق ثمانية آلاف عالم الدنيا منها عالم واحد وان الله تعالى خلق في الأرض ألف امة سوى الجن والانس ستمائة في البحر واربعمائة في البر وكل مستفيض منه تعالى
چنان پهن خوان كرم كسترد ... كه سيمرغ در قاف قسمت خورد
وَالْقُرْآنِ الْمَجِيدِ اى ذى المجد والشرف على سائر الكتب على أن يكون للنسب كلابن وتامر أو لانه كلام المجيد يعنى ان وصف القرآن بالمجد وهو حال المتكلم به مجاز فى الاسناد أو لأن من علم معانيه وعمل بما فيه مجد عند الله وعند الناس وشرف على أن يكون مثل بنى الأمير المدينة في الاسناد الى السبب قال الامام الغزالي رحمه الله المجيد هو الشريف ذاته الجميل أفعاله الجزيل عطاؤه ونواله فكان شرف الذات إذا قارنه حسن الفعال سمى مجيدا وهو الماجد ايضا ولكن أحدهما ادل على المبالغة وجواب القسم محذوف اى انك يا محمد لنبى منذر أي مخوف من عذاب الله تعالى بَلْ عَجِبُوا اى فراعنة قريش ومتعنتوهم أَنْ جاءَهُمْ مُنْذِرٌ مِنْهُمْ اى لان جاءهم منذر من جنسهم لا من جنس الملك وهو إضراب عما ينبئ عنه الجواب اى انهم شكوا فيه ولم يكتفوا بالشك والتردد بل جزموا بالخلاف حتى جعلوا ذلك من الأمور العجيبة وقال بعضهم جواب القسم محذوف ودليل ذلك قوله بل لانه لنفى ما قبله فدل على نفى مضمر وتقديره أقسم بجبل قاف الذي به بقاء دنياكم وبالقرءان الذي به بقاء دينكم ما كذبوك ببرهان وبمعرفة بكذبك بل عجبوا إلخ والعجب نظر النفس لامر خارج عن العادة فَقالَ الْكافِرُونَ هذا شَيْءٌ عَجِيبٌ تفسير لتعجبهم وبيان لكونه مقارنا لغاية الإنكار وهذا اشارة الى كونه عليه السلام منذرا بالقرءان وحاصله كون النذير منا خصص بالرسالة من دوننا وكون ما انذر به هو البعث بعد موت كل شيء بليغ في الخروج عن عادة اشكاله وهو من فرط جهلهم لانهم عجبوا أن يكون الرسول بشرا وأوجبوا أن يكون الإله حجرا وأنكروا البعث مع ان اكثر ما في الكون مثل ذلك من إعادة كل من الملوين بعد ذهابه واحياء الأرض بعد موتها وإخراج النبات والأشجار والثمار وغير ذلك ثم ان إضمار الكافرين اولا للاشعار بتعينهم بما أسند إليهم من المقال وانه إذا ذكر شيء خارج عن سنن الاستقامة انصرف إليهم إذ لا يصدر الا عنهم فلا حاجه الى اظهار ذكرهم واظهارهم ثانيا للتسجيل عليهم بالكفر بموجبه أَإِذا مِتْنا وَكُنَّا تُراباً اى أحين نموت فتفارق أرواحنا أشباحنا ونصير ترابا لا فرق بيننا وبين تراب الأرض نرجع ونبعث كما ينطق به النذير والمنذر به مع كمال التباين بيننا وبين الحياة حينئذ والهمزة للانكار اى لا نرجع ولا نبعث ذلِكَ اشارة الى محل النزاع اى مضمون الخبر برجوعها رَجْعٌ الرجع متعد بمعنى الرد بخلاف الرجوع اى رد الى الحياة والى ما كنا عليه بَعِيدٌ جدا عن الأوهام او العادة او الإمكان او عن الصدق غير كائن لانه لا يمكن تمييز