للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

للذمى لانه كالمسلم فى المعاملات وصحت بعكسه اى من الذمي للمسلم ولذا ذهب بعضهم الى ان المراد بالأولياء هم الأقارب من غير المسلمين اى الا ان توصوا لذوى قرابتكم بشىء وان كانوا من غير اهل الايمان وذلك فان القريب الغير المسلم يكون كالاجنبى فتصح الوصية له مثله وندبت الوصية عند الجمهور فى وجوه الخير لتدارك التقاصير وفى الزاهدي انها مباحة كالوصية للاغنياء من الأجانب ومكروهة كالوصية لاهل المعصية ومستحبة كالوصية بالكفارات وفدية الصيامات والصلوات وفى الآية اشارة الى ان النفس إذا تزكت عن الأخلاق الذميمة وتبدلت عداوتها وصارت من الأولياء بعد ان كانت من الأعداء فيواسيها ويعمل معها معروفا برفق من الارفاق كان ذلك المعروف فى حق النفس مسطورا فى أم الكتاب واما قبل التزكى فلا يرفق بها لانها عدوة الله ولا بد للعدو من الغلظة وترك المواساة ولهذا لم تصح الوصية للحربى لانه ليس من اهل البر فالوصية لمثله كتربية الحية الضارة لتلدغه: وفى المثنوى

دست ظالم را ببر چهـ جاى آن ... كه بدست او نهى حكم وعنان «١»

تو بدان بزمانى اى مجهول داد ... كه نژاد كرك را او شير داد

نقش بى عهدست كان رو كشتنيست ... او دنى وقبله كاه او دنيست «٢»

ومن الأمثال كمجير أم عامر وكان من حديثه ان قوما خرجوا الى الصيد فى يوم حار فبينماهم كذلك إذ عرضت لهم أم عامر وهى الضبع فطردوها حتى الجأوها الى خباء أعرابي فاقتحمت فخرج إليهم الاعرابى فقال ما شأنكم قالوا صيدنا وطريدتنا قال كلا والذي نفسى بيده لا تصلون إليها ما ثبت قائم سيفى بيدي فرجعوا وتركوه فقام الى لقحة فحلبها وقرّب منها ذلك وقرب إليها ماء فاقبلت مرة تلغ من هذا ومرة من هذا حتى عاشت واستراحت فبينما الاعرابى قائم فى جوف بيته إذ وثبت عليه فبقرت بطنه وشربت دمه وتركته فجاء ابن عم له وإذا به على تلك الصورة فالتفت الى موضع الضبع فلم يرها فقام اثرها فقال صاحبتى والله وأخذ سيفه وكنانته واتبعها فلم يزل حتى أدركها فقتلها وانشأ يقول

ومن يصنع المعروف مع غير اهله ... يلاق كما لاقى مجير أم عامر

ادام لها حين استجارت بقربه ... قراها بالبان اللقاح الغزائر

فقل لذوى المعروف هذا جزاء من ... غدا يصنع المعروف مع غير شاكر

كذا فى حياة الحيوان نسأل الله العناية والتوفيق وَإِذْ أَخَذْنا مِنَ النَّبِيِّينَ اى واذكر يا محمد لقومك او ليكن ذكر منك يعنى لا تنس وقت أخذنا من الأنبياء كافة عند تحميلهم الرسالة مِيثاقَهُمْ الميثاق عقد يؤكد بيمين اى عهودهم بتبليغ الرسالة والدعاء الى الدين الحق وَمِنْكَ اى وأخذنا منك يا حبيبى خاصة وقدم تعظيما واشعارا بانه أفضل الأنبياء وأولهم فى الخلق وان كان آخرهم فى البعث وفى الحديث (انا سيد ولد آدم ولا فخر) اى لا قول هذا بطريق الفخر وَمِنْ نُوحٍ شيخ الأنبياء وأول الرسل بعد الطوفان وَإِبْراهِيمَ الخليل وَمُوسى الكليم وَعِيسَى ابْنِ مَرْيَمَ روح الله خصهم بالذكر مع اندراجهم فى النبيين للايذان بمزيد فضلهم وكونهم من مشاهير ارباب الشرائع وأساطين اولى العزم من الرسل


(١) در اواسط دفتر ششم در بيان طيره شدن قاضى از كستاخىء زان رنجور سبلى إلخ
(٢]] لم أجد

<<  <  ج: ص:  >  >>