خود تو دادى مژده لا تقنطوا ... من چرا ترسم ز عصيان وعتو
چون تو هر شكسته را سازى درست ... پس خطاها بر اميد عفو تست
وقال يحيى بن معاذ رحمه الله غرنى برك سالفا وآنفا
يقول مولاى اما تستحى ... مما أرى من سوء أفعالك
فقلت يا مولاى رفقا فقد ... أفسدنى كثرة إفضالك
وعن على رضى الله عنه انه صوت بغلام له مرارا فلم يجبه وهو بالباب فقال لم لم تجبنى فقال لثفتى بحلمك وأمنى من عقوبتك فأعتقه إحسانا لقوله وقال بعض أهل الاشارة عجبت من هذا الخطاب الذي فيه تهديد المخالف ومواساة الموافق كيف يخاطب المخالف بخطاب فيه مواساة الموافق ففيه من الرموز ما لا يعرفه الا اهل الاشارة قال بعضهم رأيت فى سوق البصرة جنازة يحملها اربعة وليس معهم مشيع فقلت لا اله الا الله سوق البصرة وجنازة رجل مسلم لا يشيعها أحد انى لأشيعها فتبعتها وصليت عليها ولما دفنوه سألتهم عنه قالوا ما نعرفه وإنما اكترتنا تلك المرأة وأشاروا الى امرأة واقفة قريبا من القبر ثم انصرفوا فرفعت المرأة يدها الى السماء تدعو ثم ضحكت وانصرفت فتعلقت بها وقلت لا بد أن تخبريني بقضيتك فقالت ان هذا الميت ابني ولم يترك شيئا من المعاصي الا فعله فمرض ثلاثة ايام فقال لى يا أمي إذا مت لم تخبري الجيران بموتى فانهم يفرحون بموتى ولا يحضرون جنازتى ولكن اكتبى على خاتمى لا اله الا الله محمد رسول الله وضعيه فى أصبعى وضعي رجلك على خدى إذا مت وقولى هذا جزاء من عصى الله فاذا دفنتنى فارفعى يديك الى الله وقولى اللهم انى رضيت عنه فارض عنه فلما مات فعلت جميع ما أوصانى به فلما رفعت يدى الى السماء ودعوت سمعت صوته بلسان فصيح انصرفي يا أمي فقد قدمت على رب كريم رحيم فرضى عنى فلذلك ضحكت سرورا بحاله أورده الامام القشيري فى شرح الأسماء (وفى الحديث الصحيح) ان الله يدنى المؤمن فيضع عليه كنفه وستره فيقول أتعرف ذنب كذا فيقول نعم اى رب حتى قرره بذنوبه ورأى فى نفسه انه هلك قال سترتها عليك فى الدنيا وأنا أغفر لك اليوم الَّذِي خَلَقَكَ صفة ثانية مقررة للربوبية مبينة للكرم لان الخلق إعطاء الوجود وهو خير من العدم منبهة على ان من قدر على الخلق وما يليه بدأ قدر عليه إعادة اى خلقك بعد أن لم تكن شيا فَسَوَّاكَ اى جعل اعضاءك سوية سليمة معدة لمنافعها اى بحيث يترتب على كل عضو منها منفعته التي خلق ذلك العضو لاجلها كالبطش لليد والمشي للرجل والتكلم للسان والابصار للبصر والسمع للاذن الى غير ذلك فَعَدَلَكَ عدل بعض تلك الأعضاء ببعض بحيث اعتدلت ولم تتفاوت مثل أن تكون احدى اليدين او الرجلين او الأذنين أطول من الأخرى أو تكون احدى العينين أوسع من الاخرى او بعض الأعضاء ابيض وبعضها اسود أو بعض الشعر فاحما وبعضه أشقر قال علماء التشريح انه تعالى ركب جانبى هذه الجثة على التساوي