من بين أظهرهم واتى مكة يعبد الله تعالى حتى يموت وجاء (ما بين الركن اليماني والركن الأسود روضة من رياض الجنة) وان قبر هود وشعيب وصالح وإسماعيل عليهم السلام فى تلك البقعة وفى فتوح الحرمين
هيچ نبى هيچ ولى هم نبود ... كونه برين در رخ اميد سود
كعبه بود نوكل مشكين من ... تازه ازو باغ دل ودين من
وَتِلْكَ القبيلة يا قوم محمد عادٌ قال العلامة الطيبي كأنه تعالى اذن بتصوير تلك القبيلة فى الذهن ثم أشار إليها وجعلها خبرا للمبتدأ لمزيد الإبهام فيحسن التفسير بقوله جَحَدُوا بِآياتِ رَبِّهِمْ كل الحسن لمزيد الإجمال والتفصيل انتهى ويجوز ان تكون اشارة الى قبورهم وآثارهم كأنه تعالى قال سيروا فى الأرض فانظروا إليها واعتبروا ففى الكلام مجاز حذف اما قبل المبتدأ اى اصحاب تلك واما قبل الخبر اى قبور عاد كفروا بآيات ربهم بعد ما استيقنوها يعنى انهم كانوا يعرفون انها حق لكنهم جحدوها كما يجحد المودع الوديعة ويستمر على جحوده ولا يرعوى وَعَصَوْا رُسُلَهُ لانهم عصوا رسولهم ومن عصى رسوله فقد عصى الكل لاتفاق كلمتهم على التوحيد واصول الشرائع. قيل لم يرسل إليهم الا هود وحده وهذا الجحود والعصيان شامل لكل فرد منهم اى لرؤسائهم وأسافلهم وَاتَّبَعُوا اى الأسافل أَمْرَ كُلِّ جَبَّارٍ [فرمان هر سركشى] عَنِيدٍ [ستيزه كار را] قال فى التبيان الجبار المتعظم فى نفسه المتكبر على العباد والعنيد الذي لا يقول الحق ولا يقبله وقال القاضي اى من كبرائهم الطاغين قال سعدى المفتى أشار الى ان الجبار بمعنى المتكبر فانه يأتى بمعنى المتكبر الذي لا يرى لاحد عليه حقا ويقال عند إذا طغى. والمعنى عصوا من دعاهم الى الايمان وما ينجيهم وأطاعوا من دعاهم الى الكفر وما يرديهم وَأُتْبِعُوا اى التابعون والرؤساء فِي هذِهِ الدُّنْيا لَعْنَةً اى ابعادا عن الرحمة وعن كل خير اى جعلت تابعة لهم ولازمة تكبهم فى العذاب كمن يأتى خلف شخص فيدفعه من خلف فيكبه وانما عبر عن لزوم اللعنة لهم بالتبعية للمبالغة قكأنها لا تفارقهم وان ذهبوا كل مذهب بل تدور معهم حيثما داروا ولوقوعه فى صحبة اتباعهم رؤساءهم يعنى انهم لما اتبعوا اتبعوا ذلك جزاء لصنيعهم جزاء وفاقا وَيَوْمَ الْقِيامَةِ اى اتبعوا فى يوم القيامة ايضا لعنة وهى عذاب النار المخلد حذفت لدلالة الاولى عليها أَلا إِنَّ عاداً كَفَرُوا رَبَّهُمْ جحدوه كأنهم كانوا من الدهرية وهم الذين يرون محسوسا ولا يرون معقولا وينسبون كل حادث الى الدهر قال فى الكواشي كفر يستعل متعديا ولازما كشكرته وشكرت له أَلا بُعْداً لِعادٍ [بدانيد كه دوريست مر عاديانرا يعنى از رحمت دورند] كما قال فى التبيان ابعدهم الله فبعدوا بعدا قَوْمِ هُودٍ عطف بيان لعاد لان عادا عادان عاد هود القديمة وعاد ارم الحديثة وانما كرر ألا ودعاءه عليهم وأعاد ذكرهم تهويلا لامرهم وتفظيعا له وحثا على الاعتبار بهم والحذر من مثل حالهم: وفى المثنوى
بس سپاس او را كه ما را در جهان ... كرد پيدا از پس پيشينيان
تا شنيديم آن سياستهاى حق ... بر قرون ماضيه اندر سبق