للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

خبر ثان لكان اى من الذين أسرفوا على أنفسهم بالظلم والعدوان وتجاوزوا الحد فى الكفر والعصيان (وقال الكاشفى) از كافرانكه متجاوزاند از حدود ايمان ومن إسرافه انه على حقارته وخسة شأنه ادعى الالهية فكان أكفر الكفار واطغاهم وهو أبلغ من ان يقال مسرفا لدلالته على انه معدود فى زمرتهم مشهور بانه فى جملتهم وفيه ذم لفرعون ولمن كان مثله فى العلو والإسراف كنمرود وغيره وبيان ان من أهان المؤمن أهلكه الله واذله ومن يهن الله فما له مكرم وان النجاة من أيدي الأعداء من نعم الله الجليلة على الأحباب فان من نكد الدنيا ومصائبها على الحر ان يكون مغلوبا للاعداء وان يرى عدوا له ما من صداقته بد وان الله إذا أراد للمرء ترقيا فى دينه ودنياه يقدم له البلايا ثم ينجيه

تا مرا كعبه مقصود ببالين آمد ... سالها بستر خود خار مغيلان كردم

وَلَقَدِ اخْتَرْناهُمْ اى فضلنا بنى إسرائيل عَلى عِلْمٍ فى محل النصب على الحال اى عالمين بأنهم أحقاء بالاختيار وبالفارسية بر دانشى بى غلط يعنى نه بغلط بركزيديم بلكه بعلم پاك كزيديم وبدانش تمام دانستيم كه از همه آفريد كان سزاى كزيدن ايشانند از ان كزيديم اختيار ما بعلم وارادت ماست بى علت ونواخت ما بفضل وكرم بى سبب او عالمين بانهم يريغون فى بعض الأوقات وتكثر منهم الفرطات كما قال الواسطي رحمه الله اخترناهم على علم منا بجناياتهم وما يقترفون من انواع المخالفات فلم يؤثر ذلك فى سوابق علمنا بهم ليعلمو أن الجنايات لا تؤثر فى الرعايات ومن هذا القبيل أولاد يعقوب عليه السلام فانهم مع ما فعلوا بيوسف من القائه فى الجب ونحوه اختارهم الله للنبوة على قول

كرد عصيال رحمت حق را نمى آرد بشور ... مشرب دريا نكردد تيره از سيلابها

ويجوز ان يكون المعنى لعلمهم وفضلهم على ان كلمة على للتعليل عَلَى الْعالَمِينَ على عالمى زمانهم يعنى بر جهانيان روزكار ايشان او على العالمين جميعا فى زمانهم وبعدهم فى كل عصر لكثرة الأنبياء فيهم حيث بعث فيهم يوما ألف نبى ولم يكن هذا فى غيرهم ولا ينافيه قوله تعالى فى حق امة محمد عليه السلام كنتم خير امة أخرجت للناس الآية لتغاير جهة الخيرية يقول الفقير والحق ان هذه الامة المرحومة خير من جميع الأمم من كل وجه فان خيرية الأمم ان كانت باعتبار معجزات أنبيائهم فالله تعالى قد اعطى لنبينا عليه السلام جميع ما أعطاه للاولين وان كانت باعتبار كثرة الأنبياء فى وقت واحد فعلماؤنا الذين كأنبياء بنى إسرائيل اكثر وأزيد وذلك لانه لا تخلو الدنيا كل يوم من ايام هذه الامة الى قيام الساعة من مائة ألف ولى واربعة وعشرين ألف ولى فانظركم بينهم من الفرق هدانا الله وإياكم أجمعين قال فى المفردات الاختيار طلب ما هو خير فعله وقوله تعالى ولقد اخترناهم الآية يصح ان يكون اشارة الى إيجاده تعالى إياهم خيرا وان يكون اشارة الى تقديمهم على غيرهم وفى بحر العلوم هذا الاختيار خاص بمن اختاره الله بالنبوة منهم او عام لهم ولمن كانوا مع موسى اختارهم بما خصصهم به (كما قال الكاشفى) ولقد اخترناهم وبدرستى كه بركزيديم موسى ومؤمنان بنى إسرائيل را فجعلنا فيهم الكتاب والنبوة والملك وَآتَيْناهُمْ مِنَ الْآياتِ نشانهاى قدرت كفلق البحر وتظليل الغمام وإنزال المن والسلوى وغيرها من عظائم الآيات التي لم يعهد مثلها

<<  <  ج: ص:  >  >>