للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

اين جهان ويران شدى اندر زمان حرصها بيرون شدى از مردمان استن اين عالم اى جان غفلتست هوشيارى اين جهان را آفتست هوشيارى زان جهانست و چوآن غالب آيد پست گردد اين جهان هوشيارى آفتاب وحرص يخ هوشيارى آب واين عالم وسخ وَأَرِنا مَناسِكَنا جمع منسك بفتح السين وكسرها اى بصرنا مواضع نسكنا او عرفنا مقتدر اتنا اى المواضع التي يتعلق بها النسك اى افعال الحج نحو المواقيت التي يحرم منها والموضع الذي يوقف فيه بعرفة وموضع الطواف والصفا والمروة وما بينهما من المسعى وموضع رمى الجمار ويحتمل ان يراد بالمناسك هاهنا افعال الحج نفسها لا مواضعها على ان يكون المنسك مصدرا لا اسم مكان ويكون جمعه لاختلاف أنواعه ويكون أرنا بمعنى عرفنا لان نفس الافعال لا تدرك بالبصر بل ترى بعين القلب والنسك كل ما يتعبد به الى الله وشاع في اعمال الحج لكونها أشق الأعمال بحيث لا تتأتى الا بمزيد سعى واجتهاد وَتُبْ عَلَيْنا عما فرط منا سهوا من الصغائر ومن ترك الاولى وتجاوز عن ذنوب ذريتنا من الكبائر ولعلهما قالاه هضما لانفسهما وإرشادا لذريتهما فانهما لما بنيا البيت أرادا ان يسنا للناس ويعرفاهم ان ذلك البيت وما يتبعه من المناسك والمواقف امكنة التفصى من الذنوب وطلب التوبة من علام الغيوب إِنَّكَ أَنْتَ التَّوَّابُ الرَّحِيمُ لمن تاب اصل التوبة الرجوع وتوبة الله على العبد قبوله توبته وان يخلق الانابة والرجوع في قلب المسيء ويزين جوارحه الظاهرة بالطاعات بعد ما لوثها بالمعاصي والخطيئات وتواب من صيغ المبالغة اطلق عليه تعالى للمبالغة في صدور الفعل منه وكثرة قبوله توبة المذنبين لكثرة من يتوب اليه رَبَّنا وَابْعَثْ فِيهِمْ اى في جماعة الامة المسلمة من أولادنا رَسُولًا مِنْهُمْ اى من أنفسهم فان البعث فيهم لا يستلزم البعث منهم ولم يبعث من ذريتهما غير النبي صلى الله عليه وسلم فهو الذي أجيب به دعوتهما- روى- انه قيل له قد استجيب لك وهو في آخر الزمان وفي الحديث (انى عند الله مكتوب خاتم النبيين وان آدم لمجدل في طينته وسأخبركم بأول امرى انى دعوة ابى ابراهيم وبشارة عيسى ورؤيا أمي التي رأت حين وضعتني وقد خرج منها نور أضاءت لها منه قصور الشام) وأراد بدعوة ابراهيم هذا فانه دعا الله ان يبعث في بنى إسرائيل رسولا منهم يَتْلُوا عَلَيْهِمْ آياتِكَ يقرأ عليهم ويبلغهم ما يوحى اليه من دلائل التوحيد والنبوة وَيُعَلِّمُهُمُ بحسب قوتهم النظرية الْكِتابَ اى القرآن وَالْحِكْمَةَ وما يكمل به نفوسهم من المعارف الحقة والاحكام الشرعية قال ابن دريد كل كلمة وعظتك او دعتك الى مكرمة او نهتك عن قبيح فهى حكمة وَيُزَكِّيهِمْ بحسب قوتهم العملية اى يطهرهم من دنس الشرك وفنون المعاصي سواء كانت بترك الواجبات او بفعل المنكرات ثم ان ابراهيم عليه السلام لما ذكر هذه الدعوات الثلاث ختمها بالثناء على الله تعالى فقال إِنَّكَ أَنْتَ الْعَزِيزُ الذي يقهر ويغلب على ما يريد الْحَكِيمُ الذي لا يفعل الا ما تقتضيه الحكمة والمصلحة فهو عزيز حكيم بذاته وكل ما سواه ذليل جاهل في نفسه قال الامام الغزالي قدس سره في شرح الأسماء الحسنى العزيز هو الخطير الذي يقل وجود مثله وتشتد الحاجة اليه ويصعب الوصول اليه فما لم تجتمع هذه المعاني

<<  <  ج: ص:  >  >>