والقدم من العناية إذ بتلك العناية قمتم مع الحق فى جميع الأحوال
چون حسن عاقبت نه برندى وزاهديست ... آن به كه كار خود بعنايت رها كنند
وَأَمَّا مَنْ أُوتِيَ كِتابَهُ بِشِمالِهِ تحقير اله لان الشمال يتشاءم بها بان تلوى يسراه الى خلف ظهره فيأخذه بها ويرى ما فيه من قبائح الأعمال فَيَقُولُ تحزنا وتحسرا وخوفا مما فيه وهو من قبيل الألم الروحاني الذي هو أشد من الألم الجسماني يا هؤلاء يا معشر المحشر لَيْتَنِي كاشكى من. وهو تمن للمحال لَمْ أُوتَ متكلم مجهول من الإيتاء بمعنى لم أعط كِتابِيَهْ هذا الذي جمع جميع سيئاتى وَلَمْ أَدْرِ متكلم من الدراية بمعنى العلم ما حِسابِيَهْ لما شاهد من سوء العاقبة وبالفارسية كاشكى ندانستمى امروز چيست حساب من چهـ حاصلى نيست مرانرا جز عذاب وشدت ومحنت. فما استفهامية معلق بها الفعل عن العمل ويجوز أن تكون موصولة بتقدير المبتدأ فى الصلة يا لَيْتَها تكرير للتمنى وتجديد للتحسر أي يا ليت الموتة التي متها وذقتها وذلك ان الموتة وان لم تكن مذكورة الا انها فى حكم المذكور بدلالة المقام كانَتِ الْقاضِيَةَ اى القاطعة لامرى وحياتى ولم ابعث بعدها ولم ألق ألقى ما يتمنى عند مطالعة كتابه ان تدوم عليه الموتة الاولى وانه لا يبعث للحساب ولا يلقى ما أصابه من الخجالة وسوء العاقبة ويجوز ان يكون ضمير ليتها لما شاهد من الحالة اى يا ليت هذه الحالة كانت الموتة التي قضت على يتمنى ان يكون بدل تلك الحالة الموتة القاطعة للحياة لما انه وجد تلك الحالة امر من الموت فتمناه عندها وكان فى الدنيا أشد كراهية للموت قال الشاعر
وشر من الموت الذي ان لقيته ... تمنيت منه الموت والموت أعظم
ما أَغْنى عَنِّي اى لم يدفع عنى شيأ من عذاب الآخرة على ان ما نافية والمفعول محذوف مالِيَهْ اى الذي كان لى فى الدنيا من المال والاتباع على ان ما موصولة واللام جارة داخلة على ياء المتكلم ليعم مثل الاتباع فانه إذا كان اسما مضافا الى ياء المتكلم لم يعم وفى الكشاف ما اغنى نفى واستفهام على وجه الإنكار اى اى شىء اغنى عنى ما كان لى من اليسار انتهى حتى ضيعت عمرى فيه اى لم ينفعنى ولم يدفع عنى شيأ من العذاب فما استفهامية منصوبة المحل على انها مفعول اغنى. يقول الفقير الظاهر أن مالية هو المال المضاف الى ياء المتكلم اى لم يغن عنى المال الذي جمعته فى الدنيا شيأ من العذاب بل ألهانى عن الآخرة وضرنى فضلا عن ان ينفعنى وذلك ليوافق قوله تعالى ولا يغنى عنهم ما كسبوا شيأ وقوله وما يغنى عنه ماله إذا تردى وقوله ما اغنى عنه ماله وما كسب ونظائر ذلك فما ذهب اليه اكثر اهل التفسير من التعميم عدول عما ورد به ظاهر القرآن هَلَكَ عَنِّي سُلْطانِيَهْ قال الراغب السلاطة التمكن من القهر ومنه سمى السلطان والسلطان يقال فى السلاطة نحو قوله تعالى فقد جعلنا لوليه سلطانا وقد يقال الذي السلاطة وهو الأكثر وسميت الحجة سلطانا وذلك لما لحق من الهجوم على القلوب لكن اكثر تسلطه على اهل العلم والحكمة من المؤمنين وقوله هلك عنى سلطانيه يحتمل السلطانين انتهى والمعنى هلك عنى