ولذلك قال تعالى ان السمع والبصر والفؤاد كل أولئك كان عنه مسؤلا على ان عالم الصفات والأسماء كلها عالم النعيم وفقنا الله وإياكم لشكر النعيم انه هو البر الرحيم وفى الحديث الا يستطيع أحدكم ان يقرأ الف آية فى كل يوم قالوا ومن يستطيع ان يقرأ الف آية فى كل يوم قال اما يستطيع أحدكم ان يقرأ ألهاكم التكاثر مرة على ما قال السيوطي رحمه الله فى الإتقان ان القرآن ستة آلاف آية ومائتا آية فاذا تركنا زيادة الآلاف كان الألف سدس القرآن وهذه السورة تشتمل على سدس مقاصد القرآن فانها على ما ذكره الغزالي رحمه الله ثلاثة مقاصد مهمة وثلاثة متمة واحد المقاصد المهمة معرفة الآخرة المشتمل عليها السورة والتعبير عن هذا المعنى بألف آية افهم وأجل وأصح من التعبير بالسدس انتهى. يقول الفقير هذا منتقض بسورة الزلزلة فانها ايضا تشتمل على احكام الآخرة ومعرفتها وقد سبق انها تعدل نصف القرآن او ربعه والظاهر ان المراد بالألف التكثير لان
أول السورة مما ينبئ عنه ومن الله التوفيق والإرشاد
[تفسير سورة العصر]
ثلاث آيات مكية او مدنية بسم الله الرحمن الرحيم
وَالْعَصْرِ اقسم سبحانه بصلاة العصر فانه كثيرا ما يطلق العصر ويراد صلاته وذلك لفضلها الباهر لكونها وسطى لتوسطها بين الشفع الذي هو صلاة الظهر وبين الوتر النهارى الذي هو صلاة المغرب فانها لما توسطت بين الطرفين اتصفت بالوصفين وظهرت بالحكمين وتحققت بالكمالين كما هو حكم البرازخ فحصل لها من القدر ما لم يكن لكل واحد من الطرفين وايضا ان اوقات أوائل الصلوات الأربع محدودة الا العصر يعنى أن أول صلاة العصر غير محدود بالحد المحقق ففيه سر التنزيه عن التقييد بالحدود ولذا شرع التكبير فى الصلاة لأن الله تعالى منزه عن التقييد باوضاع الصلاة وحركات المصلى قال بعض الكبار صلاة العصر بركعاتها الأربع اشارة الى التعينات الاربعة الذاتية والاسمائية والصفاتية والافعالية فى مرتبة الجمال الكونى بالفعل كما ان الظهر اشارة إليها فى مرتبة الجمال الإلهي بالفعل ولا شك أن الإنسان كون جامع ففى العصر اشارة اليه وفى الحديث من فاتته صلاة العصر فكأنما وتر أهله وماله اى نقص اى ليكن من فوتها حذرا كما يحذر من ذهاب اهله وماله وسر الوعيد أن التكليف فى أداء صلاة العصر أشق لتهافت الناس فى تجاراتهم ومكاسبهم واشتغالهم بمعايشهم آخر النهار لبرد الهولء حينئذ لا سيما فى ارض الحجاز فالكسب الحاصل فى ذلك الوقت مع السهو عن الصلاة فى حكم الخسران وسبب للخذلان (حكى) أن امرأة كانت تصبح فى سكك المدينة وتقول دلونى على النبي عليه السلام فرآها رسول الله صلى الله عليه وسلم فسألها ماذا حدث قالت يا رسول الله ان زوجى غاب عنى فزنيت فجاءنى ولد من الزنى فألقيت الولد فى دن من الخل حتى مات ثم بعنا ذلك الخل فهل لى من توبة فقال عليه السلام اما الزنى فعليك الرجم بسببه واما القتل فجزآؤه جهنم واما بيع الخل فقد ارتكبت به كبيرة لكن ظننت انك