للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

الى السوط مع انه ليس من ذلك القبيل باعتبار تشبيه فى نزوله المتتابع المتدارك على المضروب بقطرات الشيء المصبوب فان قيل أليس ان الله تعالى قال ولو يؤاخذ الله الناس بظلمهم ما ترك على ظهرها من دابة وهو يقتضى تأخير العذاب الى الآخرة فكيف الجمع بين هاتين الآيتين قلنا انه يقتضى تأخير تمام الجزاء الى الآخرة وذلك لا ينافى ان يعجل شىء من ذلك فى الدنيا فان الواقع فى الدنيا شىء من الجزاء ومقدماته كذا فى حواشى ابن الشيخ. يقول الفقير وأوجه من ذلك ان المفهوم من الآية المؤاخذة لكل الناس وهو لا ينافى ان يؤاخذ بعضهم فى الدنيا بعذاب الاستئصال كبعض الأمم السالفة المكذبة إِنَّ رَبَّكَ لَبِالْمِرْصادِ تعليل لما قبله وإيذان بان كفار قومه عليه السلام سيصيبهم مثل ما أصاب المذكورين من العذاب كما ينبئ عنه التعرض لعنوان الربوبية مع الاضافة الى ضميره عليه السلام والمرصاد المكان الذي يترقب فيه الراصدون مفعال من رصده كالميقات من وقته والباء للظرفية اى انه لفى المكان الذي تترقب فيه السابلة ويجوز أن يكون صيغة مبالغة كالمطعان والباء تجريدية وهذا تمثيل لارصاده تعالى بالعصاة وانهم لا يفوتونه شبه حاله تعالى فى كونه حفيظ لاعمال العباد مجازيا عليها على النقير والقطمير ولا محيد للعباد عن ان لا يكون مصيرهم الا الله بحال من قعد على طريق السابلة يترصدهم ليظفر بالجانى او لاخذ المكس او نحو ذلك ولا مخلص لهم من العبور الى ذلك الطريق ثم استعمل هنا ما كان مستعملا هناك (قال الكاشفى) حق سبحانه همه را مى بيند ومى شنود وبرو پوشيده نيست

هم نهان داند وهم آنچهـ نهان تر باشد ... يعلم السر وأخفى صفت حضرت اوست

ويقال يعنى ملائكة ربك على الصراط يترصدون على جسر جهنم فى سبعة مواضع فيسأل فى أولها عن الايمان فان سلم من النفاق والرياء نجا والا تردى فى النار وفى الثاني عن الصلاة فان أتم ركوعها وسجودها وأقامها فى مواقيتها نجا والا تردى فى النار وفى الثالث عن الزكاة وفى الرابع عن صوم شهر رمضان وفى الخامس عن الحج والعمرة وفى السادس عن الوضوء والغسل من الجنابة وفى السابع عن بر الولدين وصلة الرحم فان خرج منها قيل له انطلق الى الجنة والا وقع فى النار فَأَمَّا الْإِنْسانُ متصل بما قبله من قوله ان ربك لبالمرصاد وكانه قيل انه تعالى بصدد مراقبة أحوال عباده ومجازاتهم بأعمالهم خيرا وشرا فاما الإنسان فلا يهمه ذلك وانما مطمح نظره وصد فكره الدنيا ولذآئذها قال السهيلي رحمه الله المراد بالإنسان عتبة بن ربيعة وكان هو السبب فى نزولها فيما ذكروا وان كانت هذه الصفة تعم إِذا مَا ابْتَلاهُ رَبُّهُ اى عامله معاملة من يبتليه بالغنى واليسار فَأَكْرَمَهُ پس كرامى كندش بجاه واقتدار وَنَعَّمَهُ ونعمت دهدش ومعيشت برو فراخ كرداند وبآسانى كار او بسازد. والفاء تفسيرية فان الإكرام والتنعيم عين الابتلاء فَيَقُولُ مفتخرا رَبِّي پروردگار من أَكْرَمَنِ فضلنى بما أعطاني من الجاه والمال حسبما كنت استحقه ولا يخطر بباله انه محض تفضل عليه ليبلوه أيشكر

<<  <  ج: ص:  >  >>